للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ابن الَّذين عنت صيد الملوك لهم ... وبات جارهم للدهر ينتهر

من كلِّ مقتدرٍ بالعزِّ مشتملٍ ... بالسَّيف منتقمٍ بالرَّأي ينتصر

كما اشتهوا خلقوا! ، بيضٌ وجوههم ... حمرٌ سيوفهم، أفعالهم غرر

بنو العلاء هم في كلِّ مكرمةٍ ... لا يستفزُّهم خمرٌ ولا خمر

لا يغضبون ولا يغتالهم ندمٌ ... على العطاء وإن نال امرؤٌ غفروا

مثل العبيد لدى أضيافهم كرمًا ... ويسجد الملك الجبَّار إن ذكروا

هم غيوث الورى والقحط مستعرٌ ... وهم ليوث الوغى والسُّمر تشتجر

لا يعرفون مفرًّا منذ خلقهم ... كما معارفهم في غيرهم نكر

علوتهم ملك الدُّنيا ولا عجبٌ ... إنَّ العروق عليها ينبت الشَّجر

/٦٢ أ/ كما علت دارك الدُّنيا بأجمعها ... فما لنا غيرها حجٌ ومعتمر

دارٌ لها جنَّة الفردوس حاسدةٌ ... ودمع مكَّة في الخدين منهمر

والقدس قد بات متبول الفؤاد بها ... وغيَّرت شخصه الأحزان والفكر

وبات قلب دمشقٍ وهو منصدعٌ ... وكاد جامعها بالغيظ ينفطر

كلٌّ لها حاسد إذ أنت ساكنها ... وما على عاشقٍ للبدر معتبر

ودمية القصر لم تجمع محاسنها ... ما قد حوته الدُّمى فيها ولا الصُّور

دارٌ تقاصر دارًا عن عمارتها ... ولو رآها بنو مروانٍ ما عمروا

ترابها المسك والكافور جندلها ... والمندل الرَّطب أبوابًا لها ادَّخروا

عزَّ البلاط بها من بعد ذلَّته ... وبات فيها على الياقوت يفتخر

كأنَّها قبَّةٌ من فضَّةٍ خلقت ... وقد جرى التِّبر فيها وهو معتذر

فريدةٌ ما لها مثلٌ كصاحبها ... فكلَّ قصرٍ وقيلٍ خدُّه صعر

كعرش بلقيس إلَّا أنَّها جبلٌ ... وحسن يوسف إلَّا أنَّها حجر

فيها الرَّبيع مقيمٌ لا يفارقها ... وكلَّ يومٍ لديها الجود ينهمر

وكلُّ ما تشتهي نفس اللَّبيب بها ... وما على مجتني أزهارها حذر

<<  <  ج: ص:  >  >>