للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تراهم والمنايا حولهم صبر ... طول الرِّماح وفي أعمارهم قصر

إن زوحموا ازدحموا أو قوتلوا قتلوا ... أو طوعنوا طعنوا أو كوثروا كثروا

أو باهلوا بهلوا أو اجتدوا بذلوا ... أو شورفوا أشرفوا أو فوخروا فخروا

مولى البريَّة من عجمٍ ومن عربٍ ... بذاك يشهد فينا البدو والحضر

يؤمُّهم ملكٌ ما مثله ملكٌ ... أبو الفضائل بدر الدِّين يبتدر

هو الزَّمان فلا نفعٌ ولا ضررٌ ... إلَّا إذا شاء فهو النَّفع والضَّرر

مفرِّج الكربة الكبرى بعزمته ... فالدَّهر من جنده والنَّصر والظَّفر

/٦٣ ب/ من احتمى باسمه لم يلفه ضررٌ ... طول الحياة ولم يلمم به حذر

القاتل الجدب والأنواء ممسكةٌ ... محيي الورى بعدما بالفقر قد دثروا

المشتري الحمد بالأموال لا مكسٌ ... فيه ولا في نفاد المال يفتكر

لا زال في عزِّ ملكٍ لا نفاد له ... وصفو عيش نعيمٍ ما به كدر

وأنشدني لنفسه ما كتبه من الموصل إلى إربل يتشوق صديقًا له: [من الطويل]

سلامٌ كنشر المسك تفتقه الصَّبا ... على ساكن الغرَّاء في الجانب الغربي

على جيرةٍ جار الزَّمان ببعدهم ... فلم أحظ إلَّا بالرَّسائل والكتب

أناسٍ أعاروا الدَّهر بهجة نوره ... وقاموا مقام العتب في البلد الجدب

سموا بعليٍّ ذي المفاخر والعلا ... جوادٌ إذا الأنواء ضنَّت بها السُّحب

بديع المعالي والمعاني والوفا ... له عرف ذكرٍ فاق للمندل الرَّطب

شمائله أحلى من الأمن كلَّما ... تذكَّرتها لم أخش من فادح الخطب

أبا حسنٍ إنِّي إليك لشائقٌ ... وفي الشَّوق ما يلقي المحبَّ إلى الكرب

سعادة لفظي دون حظِّي بوردها ... عليك وملقى ذلك الخلق العذب

سأقضي وما أقضي لذاذة منظرٍ ... إلى بلدٍ أسكنته هيأة القطب

/٦٤ أ/ وأنشدني لنفسه وقد عاين مشهد سرَّ من رأى -على ساكنيها أفضل السلام-:

[من السريع]

مولاي يا صاحب الزَّمان ومن ... عليه بعد الإله متَّكلي

كن [لي] شفيعًا إلى النَّبيِّ عسى ... يوم معادي في الحشر يشفع لي

<<  <  ج: ص:  >  >>