للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني قوله: [من مجزوؤ الوجز]

يا بدر تمٍّ مشرقٍ ... من فوق غصنٍ ناضر

أذبت روحي بالجفا ... فقد جرت من ناظري

رفقًا بصبٍّ مدنفٍ ... في الحبِّ غير صادر

وبات من دموعه ... في لجِّ بحرٍ زاخر

أما لهذا الهجر يا كلَّ المنى من آخر

كم من دمٍ سفكته ... في النَّاس بالمحاجر

ولم تخف في قتلهم ... بطش قويٍّ قاهر

من أجل ذا سمَّوك ما بينهم بالقاهر

[٤٩٦]

عليُّ بن أبي القاسم بن عليِّ /٦٤ ب/ بن أبي القاسم بن عليِّ بن ياسين بن غنيمة بن ياسين بن عليِّ بن ضو، أبو الحسن المحرزيُّ الإربليُّ، المعروف بدخينة.

كانت ولادته باربل سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وتوفي بها في تاسع عشر رمضان سنة إحدى وعشرين وستمائة.

وكان ينتمي إلى علم الأدب والعربية، وقرأ منه أنموذجًا صالحًا، ونقله نقلًا صحيحًا. وكان يعترض على النحاة في أقوالهم، ويغلطهم في المسائل النحوية، ويخطئهم فيها، ولا يثبت لأحد منهم شيئًا ولا يرى أحدًا منهم فوقه في هذا العلم. وكان يقول شعرًًا غثًا، ونظمًا باردًا، مضطرب الأوزان غير مستقيم؛ ومع ذلك كان يدعي أنه أعرف الناس بالعروض والقوافي، وفنون الأدب.

رأيته غير مرة في الموصل، وأنشدني جميلة من نظمه، غير أني لم أضبطه عنه، لكني حفظت له بيتين قالهما على معنى هذين البيتين ووزنهما: [من الكامل]

إحذر مصاحبة السَّفيه فإنَّها ... تعدي كما يعدي الصَّحيح الأجرب

ما ينفع الجرباء قرب صحيحةٍ ... منها ولكنَّ الصحيحة تجرب

<<  <  ج: ص:  >  >>