للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنسج على هذا المنوال: [من الكامل]

/٦٥ أ/ إحذر مصاحبة السَّفيه لأنَّها ... تردي كما يردي العقور الأكلب

ما ينفع السُّفهاء قرب ذوي الحجى ... بل منهم العقلاء شرًّا تكسب

[٤٩٧]

عليُّ بن محمد بن حمّاد بن أحمد بن عبد الله بن الحسين، أبو الحسن السعديُّ الموصليُّ، المعروف بالجارود السقاء.

كان شيخًا طويلًا أسمر لطيفًا مقبولًا، صاحب نوادر ومضحكات، فكه المحاضرة يورد الحكايات الرائقة، ويحفظ جملة من الأشعار الفائقة، ينشدها في مجالس الأنس. وكان الناس يستحلون ألفاظه، ويميلون إليه.

ومات بالموصل يوم الإثنين لسبع بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وستمائة، ودفن غربها بمقبرة المعافى بن عمران -رحمه الله-. وكان يكتب بالماء من فم القربة خطًا واضحًا ويشكل ما يكتبه وينقطه ما يعجز غيره أن يضارعه بخط العلم.

أنشدني لنفسه يمدح المولى المالك الملك الرحيم بدر الدنيا والدين عضد الإسلام والمسلمين شرف الملوك والسلاطين محيي العدل /٦٥ ب/ في العالمين أبا الفضائل غرس أمير المؤمنين -أعز الله أنصاره وأعلى مناره-: [من الطويل]

ربوعٌ لهندٍ دارساتٌ رسومها ... سقتها عهادٌ لا تغبُّ غيومها

ربوعٌ لغزلان الصَّريم ملاعبٌ ... بأرجائها أقفرن مذ بان ريمها

وقفت بها أبكي وفي القلب لوعةٌ ... على طيب أيَّامٍ تقضَّى نعيمها

وما رحلوا إلَّا وبين جوانحي ... لرحلتهم نارٌ مقيمٌ جحيمها

أحنَّ إلى أرض الحمى وبرودها ... إذا فتَّح النَّور الأريج نسيمها

بها ظلَّ قلبي ثاويًا ولطالما ... أعاد أديمي مستجدًّا أديمها

شكاية محزونٍ أهلَّ دموعه ... عقارب صدغٍ لا ينام سليمها

كما أنَّ بدر الدِّين ليس بنائمٍ ... إذا ما خوطب الدَّهر نام عظيمها

فتًى بلغ العلياء مجدًا وسؤددًا ... منها لن ينلها بعده من يرومها

هو الكعبة الغرَّاء في الجود والنَّدى ... وراحته للإسلام حطيمها

<<  <  ج: ص:  >  >>