للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلام على فرط السَّماح وعاذرٌ ... يدٌ خلقت للبذل كيف تلومها

علا مجده فوق السَّماء وكم له ... ماثر لا تحصى وتحصى نجومها

تضوع بأفواه الرُّواة صفاته ... فيشدو بها الحادي ويطرب كومها

وأنشدني لنفسه /٦٦ أ/ يهنيء إنسانًا أبلّ من مرضٍ: [من الخفيف]

لست يوم النَّوى عليه جليدا ... فانقصا من ملامتي أو فزيدا

في حبيبٍ من الفؤاد قريبٍ ... وعن المقلتين أضحى بعيدا

قد حكاه القضيب قدًّا ولينًا ... وحكاه الغزال طرفًا وجيدا

كلَّ يومٍ يزداد قلبي أشواقًا ويزداد جفوةً وصدودا

كان لي مسعدًا وخلًّا ودودًا ... فبحظِّي قد صار خلًّا ودودا

زعموا أنَّني سلوت وهل أسلو قوامًا مهفهفًا أملودا

يا غزير النَّدى إليك تحثُّ العيس إرقالها تجوب البيدا

فترانا من النُّعاس على الأكوار بالسَّير ركَّعًا وسجودا

وإذا ما ونت تقصِّر الخطو وعادت تمشي الهوينى الوئيدا

ذكرت ربعك الخصيب فترتاح وتختار ظلَّك الممدودا

وتمدَّ الأعناق تسرع والإعناق ينضى لحومها والجلودا

ولعمري هباتك الغرُّ ما زالت بإفضالهم تعمُّ الوفودا

وجديرٌ بك الثَّناء وإن كنت لحسن الثَّناء تبغي المزيدا

/٦٦ ب/ فتراني إن قلت في غيرك الشِّعر بليدًا وفي علاك لبيدا

نذر النَّاس يوم برئك صومًا ... غير أنِّي رأيت ذلك عيدا

فلهذا أكلت فيه طعامًا ... ولبست الغداة فيه جديدا

[٤٩٨]

عليُّ بن إبراهيم بن كامل بن أحمد، أبو الحسن الأمشاطيُّ.

كان أبوه يعرف بابن التركي، أصله من قرية من عمل الموصل يقال لها الدولعية. وأبو الحسن قرأ طرفًا من فقه الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وربّما سمحت قريحته بشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>