للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له أبيات قريبة.

أنشدني لنفسه، وهو أصلح ما وجدت له: [من مجزوء الرمل]

يا شفائي وسقامي ... شفَّني منك الصُّدود

إرحم الصَّبَّ الَّذي أشواقه فيك تزيد

معشر العذَّال رفقًا ... فالهوى صعب شديد

قسمًا إنِّي رهينٌ ... للهوى فيمن أريد

[٥٠١]

عليُّ بن سلمان بن أبي الفرج، أبو الحسن البغداديُّ، المعروف بابن مريم.

وهي أمُّه غلب عليه اسمها فنسب إليها.

شيخ أحمر اللون، أبيض اللحية، فزع العينين.

لقيته بمدينة إربل، يتعاطى بدقيق الكلام على مذهب الصوفية وإشاراتهم في معنى الحقيقة والمعرفة من جنس ألفاظ الحلاج والشطح، ويناظر في ذلك. ويزعم أنه اشتغل بعلم ولا يعرف الخط، وهذه الألفاظ تصدر عن خاطره ما تفهم ولا فائدة فيها ولا محصول غير أنَّ له قريحة في ارتجالها وقدرة في استنباطها /٦٩ أ/ جعلها هجيراه ودربته. أخبرني أنه ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.

أنشدني لنفسه ما مدح به الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين -رضي الله عنه-: [من مجزوء الرمل]

إبن زين الدِّين مولًى ... عجزت عنه صفاتي

هو حرفٌ ........ ... كان قبل الكائنات

................ ... أو بدا من حيث آتي

هو أبو الآباء فينا ... هو أمُّ الأمَّهات

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]

خير النُّفوس العارفات بذاتها ... ذات الذَّوات بذات ذات ذواتها

<<  <  ج: ص:  >  >>