للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن جفوني حكى السَّحاب فلا أسأل سقي الرَّباب دار الرَّباب

مدمعٌ لو سفحته لا الأرض ... كجود المبارك الوهَّاب

ماجدٌ يجعل السَّماحة والفضل صقال الإحسان والأنساب

مستهلُّ لقاصديه فلا يجلس للنَّاس .... حجاب

حاكمٌ عادلٌ حليمٌ فلا ينطق مهما يرى بغير الصَّواب

قسم العمر منه يوم ندًى جمٍّ ينادي له ويوم عقاب

يرتجي عفوه المسيء وتخشى الـ ... ـفتك من بأسه أسود الغاب

آزر الملك بالوزير وعزَّت ... بعد ذلٍّ مكانة الآداب

شرف الدِّين يا أعزَّ حمى جارٍ وأعلى مجدٍ وأقصد باب

إنَّ دهري أعادني بالملمَّات جريحًا ما بين ظفرٍ وناب

وأراني النَّعيم بؤسًا .... الصوت منِّي ظلمًا بسوط عذاب

وإليك التجأت إنَّك للِّاجي حمًى مانعٌ من الأوصاب

لأياديك سيب جودٍ على النَّاس وفضلٌ أطواقه في الرِّقاب

/٧٣ ب/ أيّ شكر لغير مجدك لم يدنس بذمٍ بين الأنام وعاب

من يرم فيكم المديح يجد أسباب وصفٍ تقوم بالأسباب

فابق ما دامت اللَّيالي وما انهلَّ من المعصرات صوب سحاب

وأنشدني لنفسه من غزل قصيدة: [من الطويل]

لو سنان ذاك الطَّرف فرط سهاده ... وللوجد ما أبقى الهوى من فؤاده

محبٌّ بأكناف الشَّام يشوقه ... مهبُّ الصَّبا من أرضكم ....

تمنَّى وقد عزَّ الوصال خيالكم ... فكيف ولمَّا تأذنوا برقاده

أأحبابنا كيف اللِّقاء وبيننا ... عراض الفلا من هضبه ووهاده

ومازال يخشى بعدكم في اقترابه ... فكيف يرجِّي قربكم في بعاده

لكم منزلٌ في القلب ليس بدارسٍ ... فسرُّ هواكم كامنٌ في سواده

لئن قصَّرت عنكم طوال رسائلي ... فإنَّ اشتياقي نحوكم في ازدياده

لعمري لقد قلَّ الصَّديق فلا ترى ... من النَّاس من يوليك صفو وداده

وقلَّت مروءات الرِّجال فكلُّ من ... بلوت رأيت الغدر نصَّ اعتقاده

<<  <  ج: ص:  >  >>