للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني لنفسه من أخرى: [من الكامل]

/٧٤ أ/ ألياليًا سلفت لنا بزرود ... عودي ليورق من إيابك عودي

واسترجعي ذاك الوصال فإنَّه ... أشهى إلى قلبي من التَّوحيد

لله ساعات الوداع فإنَّها ... تركت لظًى بحشاي ذات وقود

يا صيحةً بشتات شملٍ جامعٍ ... حلَّت وثائق دمعي المعقود

إنِّي لأعلم أنَّهم لمَّا سروا ... علموا بضعف تصبُّري المنجود

وتعمَّد الحادي حثيثك في السُّرى ... ليذيب حبَّة قلبي المعمود

. إلى الأطلال ليس بنافعٍ ... وبكاي للنَّائين غير مفيد

وإذا المحبُّ ثناه عن أحبابه ... بعد المزار فذاك غير بعيد

يا ليت ما بين الأحبَّة من نوًى ... ما بين جفن الصَّبِّ والتَّسهيد

أوليتهم علموا بأنَّ مدامعي ... حتَّى .... على خلاف لبيد

ومنها يقول:

ألنار قلبٍ غير ماء مدامعٍ ... أو غير نجمٍ ثاقبٍ لمريد

رعيًا لأيَّام الوصال فإنَّني ... أنفقت فيها طارفي وتليدي

إذ صرف دهرين صرف عين ... ولم يمدد إليَّ بباعه الممدود

ومنها:

/٧٤ ب/ ومدامةٍ كدم الذَّبيح جلوتها ... في الكأس بارزةً بنغمة عود

هي جوهر الأشياء إلَّا أنَّها ... أمُّ الكبائر وابنة العنقود

يسقيكها رشأ كأنَّ قوامه ... في اللِّين خوط البانة الأملود

ظبيٌ لواحظه السِّهام قسيُّها ... موتورةٌ أبدًا لصيد الصِّيد

إن لاح أزرى بالبدور وإن شدا ... صمتت حمائمنا عن التَّغريد

آليت لا أنفكَّ أرعى عهده ... كلَّا ولا أصغي إلى التَّفنيد

أو ينثني عن جوده ونواله ... كفُّ الأمير محمَّد المحمود

<<  <  ج: ص:  >  >>