للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني لنفسه في سنة تسع وثلاثين وستمائة: [من الكامل]

علِّل بإدلاج الرَّكائب والسُّرى ... دنفًا براه من التَّشوُّق ما برى

ذكر الشَّام وشام بارق جوشنٍ ... وقبابه فحمى عن الجفن الكرى

إيهٍ حديثك عن قويق فماؤه ... أشهى إلى قلبي وأعذب كوثرا

هلَّا إلى باناته من عودةٍ ... متفيِّئًا بظلالها متستِّرا

وعن المشاهد كم شهدت بجوِّها ... شمسًا محجَّبةً وبدرًا نيِّرا

حلب المنى الأقصى وليلاتي بها ... حكمت عليَّ ببعدها أن أسهرا

/٧٥ أ/ من لي بأن ألقي بحاضرها العصا ... وأريج عيسًا شفَّها جذب البرى

فارقت مسقط هامتي متخيِّرًا ... وأتيتها فسألتها متدبِّرا

وحييت من نعمائها بفواضلٍ ... كالبحر نيلًا والسَّحاب إذا سرى

مالي وللأيَّام تغري بالنَّوى ... وتخصُّني بالبعد من دون الورى

فأظلُّ طورًا معرقًا أو منجدًا ... وأبيت طورًا مشئمًا أو مغورًا

هل أنت يا برق العراق مبلِّغٌ ... من بالشَّام سلام منبتِّ العرى

وإذا امرؤٌ قطع المفاوز خائفًا ... خطبًا عراه إلى العراق فقد عرى

بدلِّت عن أسد الشَّرى وأكارمٍ ... تهمى لكنهم أبناء ضوطرا

ولقد رفعت عروشهم بمذمةٍ ... فهم هم أين العقائر والقرى

وأتيتها بالخيل أعدو نحوها ... الجمزى وها أنا قد رجعت القهقرى

يا راكبًا يطوي الفلاة محاولًا ... أرض الشَّام وبالغًا تلك القرى

إن أنت شارفت المرتب سالمًا ... ورأيت ذاك المعقل السَّامي الذُّرى

فاسجد لربِّك خاضعًا لجلاله ... ولعزِّه ومقبِّلًا عنِّي الثَّرى

وودت حرَّ أديم وجهي لو ثوى ... في ذلك الحرِّ الأديم معفِّرا

ومتى بلغت حمى الوزير وبابه ... أممًا فكلُّ الصَّيد في جوف الفرا

/٧٥ ب/ لم يلقه الأقوام إلَّا قائمًا ... متهجِّدًا أو صائمًا متهجِّرًا

ساس البلاد وهذَّبت أخلاقه ... خلق الرَّعيَّة فاسترقَّ الأكثرا

<<  <  ج: ص:  >  >>