للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥١٣]

عليّ بن أبي الوفاء بن أبي المعالي بن أبي طاهر بن المؤمل بن غدير الكناني.

أصل آبائه من معرَّة النعمان.

وكانت ولادته في سنة سبع وثمانين وخمسمائة بمدينة حلب. شاب أشقر أحمر اللون تام الخلق كيس، له طبع مجيب في السعر، وخاطر مطيع في إنشائه. وعنده ذكاء وفطنة، وحرفته عمل الحديد. ويأتي في شعره بمعان حسنة من غير معرفة بالأدب.

أنشدني لنفسه بمحروسة حلب يوم الاثنين رابع ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة يمدح الملك الأشرف بن المالك العادل -رحمهما الله تعالى-: [من البسيط]

/١٣٥ ب/ فدت ملوك البرايا ربَّ مملكةٍ ... لله في ملكه المحروس آيات

الأشرف الملك الميمون طائره ... ملكٌ له عقدت بالنَّصر رايات

قل للملوك الألى أبدوا عداوته ... أغرَّكم من له بالصَّفح عادات

توبوا إلى الله توبوا يا فراعنةٌ ... ممَّا جنيتم عسى تمحى الخطيَّات

سحقًا لهم وعصا موسى مهنَّده ... إذا تلقَّفهم والقوم حيَّات

وكفُّه البحر لكن لا انشقاق له ... وأنتم الطُّور والنَّصر المناجاة

يا من لجود يديه في خزائنه ... في ملء وقتٍ على الأموال غارات

يا طود حلمٍ لمن أمسى يلوذ به ... وبحر جودٍ لنا فيه الكفايات

متى ينبِّه حظِّي غبَّ رقدته ... من نحو مجدك أنفاسٌ نفيسات

وأنثني منشدًا من نشرها ثملًا ... جذلان قد رنَّحت عطفي المسرَّات

قد كان حاجة نفسٍ ذا المقام وقد ... قامت فما بقيت في النَّفس حاجات

وأنشدني لنفسه، وكتبها إلى شهاب الدين بن علم الدين عزيز، وقد طار له الحمام سابقًا: [من الطويل]

أيا ابن عزيزٍ دام عزُّك والبقا ... فما فوق ما جاوزت من رتبةٍ مرقى

<<  <  ج: ص:  >  >>