للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني لنفسه يمدح الصاحب الوزير أبا البركات المستوفي -رحمة الله-:

[من البسيط]

مولاي يا شرف الدِّين الَّذي شرفت ... به الدَّواوين قاصيها ودانيها

ومن سرى في بحار العلم منتخبًا ... من قعرها الدُّرَّ واستنقى لآليها

يا باني المجد يا قسَّ بن ساعدةٍ ... يا من إذا ماتت الآداب يحييها

أنت الذي بك أضحى الدَّهر مبتسمًا ... وسيرة الجود عن كفَّيك نرويها

وأنت أوليتني يا سيِّدي نعمًا ... ومن أيادٍ جسامٍ لست أحصيها

إنَّ العدوَّ الَّذي اشتدَّت عزيمته ... على عنادك قد هدَّت مبانيها

وصار في ظلمة الأرماس مطَّرحًا ... تدعوه من محن البلوى دواعيها

لا زلت .... في ذرى العلياء في نعمٍ ... ما سار ركبٌ وحثَّ النُّوق حاديها

وأنشدني أيضًا لنفسه ما كتبه إليه: [من الخفيف]

شرف الدِّين يا أجلَّ الأنام ... وفتى الجود والأيادي الجسام

ومن اختصَّ بالمكارم والفضل قديمًا وبالخلال الكرام

قد أتى الصَّوم قادمًا يتهادى ... في جزيل الثَّواب والإكرام

/١٠٤ ب/ شهر برٍّ ورحمةٍ وصلاةٍ ... وصلاتٍ تنحى من الآثام

بجرانه سيلقاك فيه ... كلُّ سولٍ وبغيةٍ ومرام

فاسع في حاجتي يكن لك فيه ... أجر من بات مخلصًا في الصِّيام

أو كمن حجَّ طائعًا يبتغي اللـ ... ـه بسعيٍ وعمرةٍ واستلام

فإلى م القعود من غير نفعٍ ... فلقد طال في التَّقاضي مقامي

وإلى كم أغشاهم في صباحٍ ... ومساءٍ بخدمةٍ وسلام

ليس عذرٌ للقوم من بعد ما قد ... بلغ المكث بينهم ألف عام

وأرى جابي الجريدة رخوًا ... في التَّقاضي موافق الأقوام

ذاك خطٌّ عرفته من زمانٍ ... لا برمحٍ يأتي ولا بحسام

فلئن كان قد تحصَّل شيءٌ ... فهو عندي من جملة الإنعام

وسؤالي ..... عن قريبٍ ... لمسيري في هذه الأيَّام

وابق للقاصدين عمرًا طويلًا ... ما ترى البرق من خلال الغمام

<<  <  ج: ص:  >  >>