للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني لنفسه فيه أيضًا يمدحه: [من الخفيف]

بك أضحت أوقاتنا في أمان ... حيث كنت المنى وأقصى الأماني

/١٠٥ أ/ وإليك المطيُّ مدَّت خطاها ... سابقاتٍ فواضل الأرسان

وأضاءت بوجهك الأرض فاستغنت به عن ذكًا وعن زبرقان

وغمرت البلاد بالعدل حتَّى بلغ العدل سائر البلدان

واطمأنَّ المخوف وانهزم الجائر عنها برفع ضاد الضَّمان

وغدا النَّافر الجموح ذليلًا ... في قيود الرَّدى وأسر الهوان

وحططت الأوزار فاشتدَّ أزر الملك لا بالظُّبا ولا باللَّسان

بل بارائك العليَّة تنقاد صعاب الأعناق بالإذعان

رحمةٌ أنت أرسلت بعد ضرٍّ ... للبرايا بعيدها والدَّاني

شرف الدِّين يا ابن قومٍ أقاموا ... سدَّة المجد من قديم الزَّمان

وبنوا فوقها مراتب عزٍّ ... وضعوا أسَّها على كيوان

فسموا صاعدين في المجد لمَّا ... سبقوا الجائرين في الإحسان

أنت قسٌ في الفضل والرَّأي قيسٌ ... والنَّدى حاتمٌ كريم البنان

أجميلٌ لمن أروح بخطِّ ... تاجه ذكرك العظيم الشَّان

ويردّ الكتاب من غير ما خوفٍ على النُّوَّاب في حرماني

فخميس الخسيس وابن محلَّا ... وابن نصَّار لجَّ في حركاني

/١٠٥ ب/ أنقصوني من الجراية والتَّعويض ظلمًا عن سائر الأعيان

فالقهم في الحبوس يلقوا عذابًا ... كيف لم يعطفوا على العميان

وتهنَّ الصِّيام شهرًا فقد حان بتوقيع خلعة الرِّضوان

وابق في الدَّهر ما أتى رمضانٌ ... كلَّ عامٍ بالعفو والغفران

فرحًا لا تزال أنت وتاج الدِّين في غبطةٍ مع الأزمان

ما سرى البرق من خلال سحابٍ ... وشدا طائرٌ على غصنٍ بان

وأنشدني لنفسه: [من الخفيف]

<<  <  ج: ص:  >  >>