للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفرائض

انشدني لنفسه من قصيدة طويلة يمدح بها المستنصر بالله: [من البسيط]

نشدتك الله حادي الأينق الرُّسم ... من منهم في سراه غير متَّهم

ثق منجداً في ربى نجد إذا شجنٌ ... يوقفه في ظلال الضَّال والسَّلم

فلي بسفح الحمى نفسٌ لها نفسٌ ... من الجحيم وطرفٌ سافح الدِّيم

شوقًا إلى سكن من ساكنيه له ... حشو الحشا نار وجد ... الضَّرم

أمسى فؤادي رهنًا في حبائله ... حبًا له ففؤادي غير منصرم

كم جدت بالروح في حبِّي له ولها ... به وضنَّ بروح الطَّيف في الظلم

وكم طويت ضلوعي في محبَّته ... على الغرام ونار الشَّوق والألم

وكم لوى باللوى ديني بلا سبب ... وعقَّني في عقيق الجزع من أضم

يا يوسف الحسن صل يعقوب حسنك قد ... أودى به البحر حتَّى ذاب من سقم

أما تخاف إله العرش في رجل ... أمسى بدمع على الخدَّين منسجم

المستعان على ضرِّي ومسكنتي ... بالعدل من مالك الأعناق والأمم

المالك العادل المستنصر بن أبي ... نصر أبو جعفر المنصور ذو النِّعم

/١١٢ ب/ مولى لنا كلَّ يوم من منائحه ... جودٌ بجدواه أحياها يد الرِّمم

فالنَّاس صورة إنسان ممثلةٌ ... ومالك القصر روح النَّاس كلِّهم

براه من نوره الباري وكوَّنه ... من طينة حرَّة ليطت على الكرم

ينمى إلى دوحة قدسيَّة بسقت ... في حضرة القدس من فرعٍ إلى قدم

من معشر شرِّف البيت العتيق بهم ... مع المشاعر والبطحاء والحرم

علو على الخلق طرأ فالأنام لهم ... رقٌ وجبريل والأملا [ك] والخدم

قومٌ أتت هل أتى في النَّصِّ مخبرةً ... عن فضل بيتهم عن نون والقلم

فهل يسربلهم مدحٌ لباس علا ... بعد الكتاب وقد وافى بمدحهم

وأنشدني لنفسه في التاريخ المذكور ببغداد بجانبها الغربي: [من المسرح]

طاف بكأس السُّلاف في الغسق ... حمراء صرفا في أبيض يقق

فخلته والمدام بدر دجىَّ ... يحمل شم النَّهار في الشَّقق

معقرب الصُّدع فوق حاجبه ... يرشق قلبي بأسهم الحدق

<<  <  ج: ص:  >  >>