للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينفث هاروت من لواحظه ... في كلِّ قلب بالعشق محترق

فليس ينجو من قسيِّ مقلته ... صبٌ ولو عوَّدوه ....

/١١٣ أ/ يميس عطفاه في غلائله ... كما يميس القضيب بالورق

من فوق ردف عبل مؤزَّره ... مسربل بالجمال منتطق

أصبحت فيه من سكر قامته ... بالدَّل سكران .... يفق

أصبحت فيه من سكر قامته ... بالدَّل سكران .... يفق

يا حبَّذا شربةٌ على ظمأ ... من درِّ ثغر في فيه متَّسق

أبيت فيها ما بين مصطبح ... لماه وبين مغتبق

في روضة حقَّها الرَّبيع لنا ... بكلّش ورديِّ منظر أنق

والماء فيها ما بين منسرحٍ ... بين مياديننا ومندفق

والغيم في حلَّة مفضّّضة ... قد شدَّ أزرارها على الأفق

تحدو النُّعامي به ويزجرها الرَّعد فتبكي بمدمع شرق

فيبسم الرَّوض من بكاه إذا البرق علاه بسيفه الذَّلق

كؤوسها كالنُّجوم يبعثها ... صوت المثاني بأفصح النُّطق

. فيها لكلِّ مختطف ... لسمع شدو الأوتار مسترق

بين ندامى جروا إلى غاية الظرف فجاءوا معًا على نسق

غرِّ صباح الوجوه همُّهم ... بثُّ النَّدى والنَّدى على الطُّرق

قد أمنوا ريب دهرهم فغدوا ... .... على حنق

/١١٣ ب/ ببأس مولى أضحت بسطوته الآفاق محميَّة من الفرق

خليفة الله مالك الأمَّة المنصور معطي النُّضار والورق

أغنى الورى جوده ونائله ... بمستهلِّ هامي النَّدى غدق

وعمَّ طوفان نوح راحته ... فهم يخافون سورة الغرق

أبلج صلت الجبين ينشقُّ عن نور محيَّاه عرَّة الفلق

قد جمعت غاية الكمال له ... حسن المعاني في الخلق والخلق

فهو ومن قال فيه خالقه ... في ذكره: إنَّه على خلق

عصنان من دوحة مباركة ... تحكي بأنوارها دجى الغسق

<<  <  ج: ص:  >  >>