بالموصل: [من الطويل]
/١٧٧ ب/ كمال كمال الدِّين للعلم والعلا ... فهيهات ساعٍ في مساعيك يطمع
إذا اجتمع النُّظار في كلِّ موطن ... فغاية كلِّ أن تقول ويسمع
فلا تحسبوهم عن عناد تطيلسوا ... ولكن حياءً واحترافًا تقنَّعوا
وقال فيه أيضًا: [من الوافر]
تجرُّ الموصل الأذيال فخرًا ... على كلِّ المنازل والرُّسوم
فجلة والكمال هما شفاءٌ ... لهيم أو لذي نهمٍ سقيم
فذا بحرٌ تدفَّق وهو عذبٌ ... وذا بحرٌ ولكن من علوم
وقال: [من الطويل]
أأإغراك زورٌ من مجدٍّ ومازح ... فتقبل قول الكاذب المتواقح
هواك حشا الأحشا وأظهر غيرةً .. فقل في إناء لا بما فيه راشح
وعيشك ما أبديت حبًا وإنَّما ... تجيش ببحر الشّوق فيك قرائحي
فيلحظني الحسَّاد فيك كأنَّها ... بغاثٌ أتت تخشى انقضاض الجوارح
ويفحص عن ودِّي وإنِّي لكاتمٌ ... ولكنَّ طرفي في الصَّبابة فاضحى
فقلبي خفَّاقٌ وجسمي ناحلٌ ... وغيني تمري بالدمُّوع السَّوافح
ولولاك لاستعصيت كبرًا وإنَّما ... يذل الفتى إضمار شوق الجوانح
/١٧٨ أ/ وكنت أبَّي النَّفس صعبًا مقادتي ... فراض جماح القلب صيد الجوارح
وقد صان إحساني شعار قناعة ... وقد ضنت إلا عنك وجه مدائحي
وكنت لعمري أملأ القلب رعبةً ... وأسحب ذيلي فوق قمَّة رامح
فما زال بي حبَّيك يوقد جمرةٌ ... على الوجد من نيران وجد لواقح
فأغرق طورًا في بحور مدامعي ... فها انا أطفوا بين أنفاس كاسح