للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاد الحبيب كما بدا متعطفًا ... وأنار نور جماله ظلم الجفا

وأعاد روح وصاله روحي إلى ... جسم أضرَّ به الفراق وأتلفا

جارت عليَّ الحادثات لجوره .. في ظلمهنَّ وأنصفت إذ أنصفا

فله المحامد ما ترنَّم طائرٌ ... وشكا الجفاء متيَّم ألف الوفا

وقال أيضًا بديهة في صديق له على سبيل البسط والتأنيس وقد دخل /٩٤ ب/ عليه، ويلقب بالنجم. وكانوا في بستان صفي الدين بن الموفق: [من الطويل]

رجمنا أكاذيب الظُّنون بصادق ... من العلم صاف لم يشب صفوه الرَّجم

وصرنا هداة مهتدين إلى الهدى ... وكنَّا حيارى بعدما طلع النَّجم

وأصفى صفيُّ الدِّين منَّا قرائحًا ... ...... على ورَّادها النَّثر والنَّظم

وأضفى علينا أنعما جلَّ قدرها ... عظامًا تولَّى شكرها اللَّحم والعظم

وقال أيضًا فيه: [من السريع]

فضللت هذي العلم بعد الهدى ... مذ غاب عن ناظري النَّجم

وهكذا الساري بظلِّ الهدى ... إن غاب عن ناظره النَّجم

وقال يرثي الزعيم المغنّي: [من الكامل]

مات الزَّعيم ومات بعد مماته ... وجدٌ وجدت حياته بحياته

شاد لطيف النَّعت في سكناته ... حاد خفيف الرُّوح في حركاته

ذو نغمة تحيي النفوس كأنَّما ... أنفاس عيسى أودعت نغماته

اللُّطف كلُّ اللُّطف بعض نعوته ... والظَّرف كلُّ الظَّرف بعض صفاته

بلغ النِّهاية في الغناء وكان أعظم آية لله من آياته

/٩٥ أ/ مذ أخلق الأيَّام جدَّته غدا ... يذري عليها باكيًا عبراته

مازال يبكي حسرةً لشبابه ... حتَّى أتاه الموت من حسراته

كم عاش أخوف خائف من موته ... من مات آمن آمن لوفاته

فسقى الإله ثراه سفيا رحمةٍ ... وأحلَّه الفردوس من جنَّاته

وقال من صدر مكاتبة: [من الكامل]

يا معرقين تحمَّلوا حييتم ... عنِّي تحيَّة مشئمٍ مشتاق

<<  <  ج: ص:  >  >>