ألف السُّهاد جفونه إلف الكرى ... جفن الميتَّم أعين العشَّاق
وقال وقد خرج يومًا إلى ضواحي الجزيرة العمرية، فمّر بواد يعرف بسقلان، وهو واد ذو أبنية وأشجار وانهار، فتذكر من كان فيه من القدماء، وأنشد بديهًا:
[من الهزج]
سبى قلبي سقلاَّن ... فما لي عنه سلوان
مكانٌ فيه أهنى العيش لو ساعف إمكان
وواد فيه أشجارٌ ... وأنهارٌ وغدران
/٩٥ ب/ وأزهارٌ وأنوارٌ ... وأطيارٌ وألحان
ومنثر ونسرينٌ ... وحوذانٌ وريحان
ومسلاةٌ عن الأوطان لو شاقتك أوطان
وملهاةٌ عن الأشجان إن الهتك أشجان
وأصحابٌ واحبابٌ ... وإخوانٌ وخلاَّن
ولكن أين أقوامٌ ... به من قبلنا كانوا
تذَّكرناهم فيه ... عماراتٌ وبنيان
فكم ضاعت لهم فيهنَّ أوقاتٌ وأزمان
وآمال وأموالٌ ... وأعمال وأعيان
فأحياهم وحيَّاهم ... ملثُّ القطر هتَّان
وعمَّهم من الرَّحمان غفرانٌ ورضوان
وقال فيه أيضًا: [من الهزج]
سقى وادي سقلاَّن ... حيًا يهمي كأجفاني
على ناء عن العين ومن قلبي الشَّجا داني
على من هجره باق ... ولكن وصله فاني
/٩٦ أ/ أتاني طيفه وهنا ... فأحياني وحيَّاني
وقال في الغزل: [من السريع]
يا مخلفَّا بالوصل ميعادي ... ومنجزًا بالهجر إبعادي