للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفوّض إليه تدريس المدرسة النورية المدعوة بمدرسة الحلاوس مضافًا إلى مدرسة شاذبخت النوري. وصار له منزلة رفيعة من الدولة الناصرية الصلاحية –ثبتّها [الله] وأيدها. وأنفذ رسولاً إلى بلاد الروم عدّة مرات، وكذلك الديار المصرية اعتمادًا على وفور عقله ورزانته.

وكان مولده في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. وكتب مصحفًا بخطه، ومجموعًا .... من خطّ ابن البواب وأهداهما إلى السلطان الملك الأشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب؛ وكتب معهما رقعة بذهب فيها هذه الأبيات وزمَّكها على غاية الحسن، وأرسل الجميع إليه.

/٢٠٣ ب/ وأنشدنيه بمدينة حلب، بمنزلة العمور ليلة الجمعة الثامنة عشرة من ربيع الآخر أربع ثلاثين وستمائة –أبقاه الله تعالى-: [من البسيط]

كلُّ الهدايا وإن جلَّت مواقعها ... تباينت في نفيس القدر والغنم

وشابهت خطر المهدي وموضعه ... وقصَّرت عن ندى ذي البرِّ والنِّعم

وإنَّ أنفس ما يهدى وأحمده ... عقبى ... القدر والهمم

هدَّيةٌ صدرت عن كاتب حسن ... إلى أجلِّ ملوك الأرض كلهم

الأشرف الملك المأمول نائله ... وخير من أسبغ النُّعمي على الأمم

كلام رب البرايا مصحف شهدت ... كلُّ الهدايا له بالفضل والعظم

تظلُّ ترتع منه العين في زهر ... وفي رياض هدى لم تشق بالدِّيم

قد جاء يحكيك يا من لا شبيه له ... يا أشرف النَّاس من عرب ومن عجم

فيه صفاتك من عدل ومن خلق زاك ... وبذلك النَّدى والجود والكرم

فاجعله خير جليس وأبق ما صدحت ... حمامةٌ ودعت أخرى على علم

وقال أيضًا، وأنشدنيه: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>