للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني أيضًا لنفسه ما كتبه إلى الصدر الكبير شهاب الدين أبي جعفر يحيى بن خالد بن القيسراني الكاتب: [من الخفيف]

ياكتابي عنَّي تحمَّل سلاما ... يخجل الورد عرفه والخزامى

صنائعٌ نشره أجزت بدارين به أم مزجت فيه مداما

ثمَّ زر ساحة الوزير شهاب الدِّين والثم أبوابه إعظاما

ولج النزل الكريم وقابله وقبِّل يديه والأقداما

فهو مولى بالعلم قد زانه الله فأضحى للمتِّقين إماما

المعيُّ تراه إن أعمل الفكرة تلقى الأغراض منها سهاما

وإذا جرَّد اليراع لخطب ... سلَّ منه على الأعادي حساما

/٢٠٦ أ/ وله دانت البلاغة وانقادت وألقت إلى يديه الزِّماما

وإذا ما حللت في بطن كفٍّ ... فيه تولي الورى الآيادي الجساما

ومتى فضَّ منك ختمك واستجلى محيَّاك حين أبدى اللِّثاما

حيِّه عن متيَّم ذي اشتياق ... في هواه قد خاالف اللُّوَّاما

قل له: عبدك المحبُّ أبو القاسم يشكو لبعدك الآلاما

لوغدا شارحًا جميع الَّذي يلقى لأفنى المداد والأقلاما

مذ ترحَّلت نحو حارم أضحى ... نومه وحشة عليه حراما

كان مستأنسًا بقربك منه ... يتمنَّى النَّعيم والإنعاما

فغدا إذ رحلت حلف اكتئاب ... دائم الفكر مدنفا مستهاما

فاحبه منك منعمًا بكتاب ... تعل منه قدرًا وتشف أواما

وأبق في نعمة وابقى لك الله تعالى محمَّدًا والنِّظاما

وقل أيضًا: -[من الطويل]

أجنُّ إذا برق العوير تألقا ... وأصبو إليه حسرةً وتشوُّقا

وأذكر أيَّامي بمنعرج اللِّوى ... سقاها الحيا سحًا من المزن مغدقا

/٢٠٦ ب/ ومحجوبة ما شئت قل متغزلاً ... بها تلف أوفى النَّاس قولاً وأصدقا

إذا قلت: إنَّ الشمس تشبه وجهها ... ترى وجهها أبهى وأحسن مشرقا

<<  <  ج: ص:  >  >>