للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥٤٣]

عمر بن عليِّ بن المبارك بن يوسف بن عليٍّ، أبو حفصٍ الموصليُّ، المعروف بابن النحَّال.

هكذا ذكر لي نسبه لما سألته عنه.

كان شيخصا طويلاً عانى نوع الأدب والخط والكتابة والتجويد لها، فتميّز في ذلك كلّه /٢٠٧ ب/ ولازم الشيخ أبا الحرم النحوي، وأخذ عنه صدرًا حيِّداً من علم العربية والنحو.

ثم تردد إلى أولاد الأمراء بالموصل يعلمهم خطًا وأدبًا. وكان قبل ذلك مقلاً فأثرى وصار له رزق صالح وحرمة عندهم وقبول. لقيته عدّة مرات ولم ينشدني شيئاً من شعره.

ثم عثرت له بعد ذلك بقصيدة، فأنشدنيها وهي بخط يده نظمها في القاضي حجّة الدين أبي منصور المظفر بن عبد القاهر الشهرزوري، توفي يوم الأثنين رابع عشر المحرم من سنة إحدى وثلاثين وستمائة بالموصل: [من الطويل]

نه عجَّزت من دونها النَّظم والنّثرا ... وأوضاح فضلٍ فاقت الانجم الزُّهرا

تسامت فلا نثرٌ تزداد به علا ... وتاهت فلا نظمٌ تزان به ذكرا

فلو جاءها بالنَّثرة النَّثر لم يجز ... مناقبها أو حفَّها الشِّعر بالشِّعرى

وهبني ملأت الأفق بالمدح أنجما ... فهل يتغشَّى نورها الشَّمس والبدرا

بدا كمحيَّا الصُّبح من نوره سنى ... وأبدى سحيق المسك من نشره عطرا

على أنَّ طيب الذَّكر أجدر بالفتى ... وأعلى له قدرًا وأبقى له ذكرا

فإنَّ لأنفاس الخزامى تأرُّجًا ... إذا ما نسيم الرِّيح ضوَّعها نشرا

/٢٠٨ أ/ هجرت مديحًا في سواك تقيَّة ... وصونًا فلا إفكا أقول ولا هجرا

فإنَّك قاضي النَّاس حجَّة ديننا ... غياثٌ لمن وافى .... معترَّا

تخولِّله نعمى وتسعفه يدًا ... وتلحفه ظلاً وتكنفه برَّا

صلاتٌ تراها كالصَّلاة فريضة ... إذا عنّ منها الشَّفع أعقبها الوترا

<<  <  ج: ص:  >  >>