للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يضرب إلى كتفيه، جندي كيّس ذو طبع مؤات فيما يرومه من إنشاء العلم ولم يكن عنده شيء من العلم سوى نظم الشعر لا غير. فاستشدته فأنشدني هذه المقطوعات ما خلا هذه القصيدة البائية.

أنشدني عمر بن إسحاق لنفسه: [من الطويل]

ولَّما دنا ممَّن أؤمِّل قربه ... بعادٌ أذاب القلب بين الجوانح

وسارت نواجي العيس عن أرض بارق ... وكلُّ نضير الخدِّ للبدر فاضح

وعاينت وخد الرَّاقصات عشيِّة ... ومر حدوج القوم بين الصَّحاصح

وألفيت أبناء الهوى شارفوا أسَّى ... مناياهم ما بين باك ونائح

تيقنت أنِّي لا محالة واردٌ ... حياض المنايا إثر بين الطَّلائح

/٢٠٩ أ/ ربحت دنوَّ الدَّار دهرًا قبضته ... وكنت غداة البين أحسن رابح

وأنشدني من شعره: [من السريع]

يا ليلة الحاجر هل عودةٌ ... ترى لووصل النَّازح الهاجر

وهل يعيد الوصل قولي: ترى ... هل عودةٌ يا ليلة الحاجر

أحبابنا بانوا فلم يكتحل ... بالغمض من بعدهم ناظري

كان التمني فيهم أوَّلى ... فصار يأسي منهم آخري

واربا من عاذل عادل ... في الحكم عن إيضافه جائر

يأمرني بالصَّبر عنهم ومن ... أين لقلبي جلد الصَّابر

أيا شقائي في الهوى إنَّني ... أعيش إلاَّ تعب الخاطر

فيا مريقاً دم عشَّاقه ... بصارم من طرفه السَّاحر

بالأسود الفاتر حتَّى متى ... تفعل فعل الأبيض الباتر

أنشدني لنفسه: [من المجتث]

سبت فؤاد المعنَّى ... لواحظٌ منك وسنى

يمرضننا حيث ترنو ... وهنَّ أمرض منَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>