للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو حفص هذا؛ كانت ولادته تقديرًا في سنة .... وتسعين وخمسمائة. يخدم جنديًا للأمراء، وله طبع في قرض الشعر، يقيم وزن البيت بذوق حسن ويقع ... فيجيد رصفها إلاَّ أنه لم يعرف شيئًا من العربية، وإذا أنشد يلحن في إنشاده وربما اتى في شعره بلحن لكونه ما اشتغل بالأدب. وله أشعار تستطاب؛ لأنَّه يضمنها شرح حاله فتأتي مطبوعة خفيفة من غير تكلف. وهو الآن في خدمة الأمير ركن الدين أبي شجاع بن قرطايا الإربلي.

/٢٢٠ ب/ أنشدني لنفسه، وكان في خدمة ركن الدين بن قرطايا ويشكو إليه من غلاء السعر وتعذر النفقة: [من الخفيف]

إنَّ برقا بدا من الأبرقين ... هاج وجدي شوقًا وأسهر عيني

ودعاني إلى الشَّام وعيش ... مرَّ رغداً بالدّضوح والجبلين

وفتاة بشفح عرشين إن لاحت تراها أبهى من القمرين

جعلتني بقصر عيسى مشوقًا .. طول ليلي أراقب الفرقدين

قد كواني حرُّ العراق ومالي ... جلدٌ ثابتٌ على حرَّين

أين عيشٌ لنا رقيق الحواشي ... بمغاني قويق والدَّارين

حبَّذا بالشَّام أبٌ وتموز وبرد النَّسيم في تشرين

يا مليكي اسمع شكاية عبد ... من بني الشَّيخ معلم الطَّرفين

ماله ملتجًا سوى بابك المحروس في المشرقين والمغربين

نهبته الخيل العتاق وأفنت ... ما حواه من كل جنس وعين

كل يوم لهم وللبيت يا مولاي قوتٌ يزيد عن دانقين

ويزيد العلام منِّي إذا سامح نقدًا في الشَّهر دينارين

/٢٢١ أ/ وكر الدار مع كرا الخان والصَّابون أفنى مالي و ....

هات قل لي من أين لي كل ذاك المال أصادفت مطلبًا من لحين

ولئن دام ذا عليَّ تراني ... راجلاً قد قطعت رأس العين

أنت ذخري في النَّائبات وعوني ... في الملمَّات واعتمادي وزيني

<<  <  ج: ص:  >  >>