للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنوح لغربتي ولفقد أهلي ... فدهري لا أملُّ من البكاء

أبيت خليف وجد واشتياقٍ ... وليلي قد فزعت إلى الدُّعاء

أنادي في بلاد الشَّرق .... ... إله العالمين أرتح شفائي

أذا العرش المجيد إليك أشكو ... نزوح أبَّتي والهمُّ دائي

ألا إنِّي غريب الدَّار صبُّ ... إلى كم ذا التَّغرُّب والتَّنائي

ألا إنَّ الغريب مدى اللَّيالي ... أذل من التَّراب بلا ....

إلى الله العظيم شكوت حالي ... عساه بفضله يدني لقائي

وأنشدني، قال: انشدني لنفسه: [من الطويل]

خليليَّ إنِّي قد نصحتكما جهدي ... وإن كان نصحي لا يفيد ولا يبدي

ولكنَّ نصح الخلق في الشَّرع قد أبى ... فذاك حداني أن أبثَّ الذي عندي

فدونكما كم ذا التَّغرب في الورى ... وحتَّى متى لا تنزعان إلى الرُّشد

ألا غنَّ سبل الرُّشد للمرء أوبهُ ... لأوطانه اللاَّتي بها كان في المهد

فلا تسمعا ممَّن يبهرج قوله .... وإن زعموا أنَّ الفوائد في البعد

/٢٢٩ ب/ .... أنَّ البعد ... لفظه ... ذوو الدِّين والدُّنيا ذوو الحلِّ والعقد

فكلُّ غريب الدذار لا بدَّ أن يرى ... ذليلاً حقيرًا لا يعيد ولا يبدي

ولو كان ذا مال عريض وثروةٍ ... فلابدَّ أن يلقى كثيرًا من الجهد

وما إن يزال الدّضهر حلف صبابةٍ ... ولو مالك الدُّّنيا إلى آخر الهند

فمن كان ذا عقلٍ غزير وهمَّةٍ ... فلا يلتفت يومًا إلى العلم الفرد

ولا يحفلن بالظَّاعنين إلى الحمى ... ولا يصبون للسَّاكنين ربى نجد

ولكنَّ طرف العزم يركب متنه ... نؤومٌ به الأوطان بالنَّصِّ والوخد

ويتحف أهليه برؤية وجهه ... فما منهم إلاَّ مشوقٌ ومستجدي

إلى الله يشكون الغرام وفقده ... فيا بؤس ما يلقون من شدَّة الوجد

فلله من يرعى قلوب أهيله ... ويكسب في ذاك الثَّناء مع الحمد

<<  <  ج: ص:  >  >>