ألا ربَّ طمرين أرضاه ربُّه ... وحلاَّه في جنَّاته بجواهر
فألبسه في الخلد من كلِّ حلَّه ... تراها عليه زينة للنَّواظر
وكم من زريِّ الحال أصبح ظاهرًا ... يحلَّى بها من عسجد بأساور
وكم من غنيٍّ في قرار جهنَّم ... بوجه عبوس أسود اللَّون باسر
أقام بها يلقى هوانًا وذلَّةً ... وأخلده فيها ذنوب الكبائر
/٢٣٣ أ/ وقال: [من مجزوء الرجز]
صاح غرابٌ بينهم .. فبتُّ أبكي أسفا
ولست أشكو من أحبَّائي سوى طول الجفا
ما ضرَّ من غذَّبنا ... بهجره لو عطفا
من لي بعيش كدَّرته الحادثات لو صفا
ما بالكم لا تقبلون من أتى معترفا
هلاَّ رحمتم من على ... أبوابكم قد وقفا
أما ترون جسمه ... لهجركم قد دنفا
صافوه إذ عادكما ... تهوون من أهل الصَّفا
وقوله: [من الخفيف]
يا أخي هكذا تكون العباده ... لا تراد الدُّنيا بها والزياده
لا ترد غير وجهه بالعبادات ولا غيرها بعدلك عاده
لا ترم طالب السِّيادة في الدُّنيا ورم في الجنان تلك السِّياده
صلِّ فوق التُّراب لا تحسبَّن الزُّهد بسط الصِّقاع والسجاده
ودع الكبر والرِّئاسة والمال ليشقى بجمعه من أراده
/٢٣٣ ب/ زوِّد النَّفس بالبقيًّة فالرَّاحل يبغي لنفسه ....
لا ترد غير وجه ربِّك بالأعمال حتَّى تنال منه الإراده
فاللَّبيب الأريب من يترك الدُّنيا ويبغي لما أحبَّ معاده
ما السَّعيد الَّذي تراه كثير المال بل في التُّقى تكون السَّعاده
وقوله: [من المجتث]