للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب دمشق.

كان أشدَّ اخوته بأسًا، وأقواهم جأشًا، له السياسة والشجاعة والشهامة /٢٣٤ ب/ والصرامة، ذا همّة وحزم شديد.

وحدّثته نفسه بتملك البلاد فعاث في بعضها، وسلط عليها العرب فقطعوا الطرق وأخافوا السبيل، وذهبت بسببه الأموال والأنفس، فتقلدها في عنقه، ولقي الله تعالى بها، وامتدت يده في الظلم والمصادرات، وظلم جماعة ووصل جوره وظلمه إلى خلق كثير، فأخذه الله –تعالى- في أغفل حاله حيث لم يشعر. وصار رهنًا بعمله.

وتعصّب على مذهب الشافعي –رضي الله عنه- وعلى الائمة على مذهبه للنحفية، وقرب الأطراف، وأبعد الأماثل، ودرس من فقه الإمام أبي حنيفة –رضي الله عنه- وناظر الفقهاء وتكلّم معهم في المسائل الخلافية. وكان يقرّب العلماء وأهل الأدب ويباحثهم، ويقبل عليهم ويكرمهم. ونظ شعرًا كثيرًا، ودوّن شعره ومعظمه في الإفتخار ووصف نفسه بالفروسية والإقدام والحروب والوغى.

وتوفي بدمشق يوم الجمعة سلخ ذي القعدة سنة أربع وعشرين وستمائة. وكانت ولادته سنة ست وسبعين وخمسمائة.

أنشدني منقد بن سالم /٢٣٥ أ/ بن رافع الدمشقي الشاعر، قال: أنشدني الملك

<<  <  ج: ص:  >  >>