للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنحلته أشواقه ... واستهلت جفونه

كلما ناحت الحما ... ثم زادت شجونه

وإذا الليل جنه ... واعتراه جنونه

ظل يبكي بأدمع ... هاطلاتٍ شؤونه

وأنشدني؛ قال: أنشدني أبو عبد الله لنفسه من أبيات: [من الرمل]

إنما كان ولوعي طمعًا ... والردى لا شك عقبي الطمع

واحتقرت العشق حتى قادني ... بزمامي فأراني مصرعي

إن من أسكنهم في كبدي ... وانطوت صونًا عليهم أضلعي

عرفوا موضعهم من مهجتي ... فأضاعوا بالتجافي في موضعي

أنا أفدي قمرًا ودعته ... وهو بالتقبيل منه ممنعي

ملني بعد الوفا من كان لي ... وبحكمي خاتمًا في إصبعي

لو رعى حفظ ودادي لم يضع ... ما رأى في خلوتي من ورعي

حين ضمتنا ليالٍ بربى ... إربلٍ لا باللوى والأجرع

وأنشدني؛ قال: أنشدني مؤدبي لنفسه [من الرمل]

كلما هيجني ذكركم ... صحت من وجدي بكم واحزني

وإذا ما رمت عنكم سلوة ... بكرت أشواقكم تلعب بي

ذهب العمر بعيشٍ كدر ... نكد لم أقض فيه أربي

فإلى من أشتكي ما نابني ... حين غابوا وإلى من مهربي

وزفيري بالأسى في صعد ... ودموعي بالبكا في صبب

ما هناني مذ تولت عيسهم ... واستقلوا مطمعي أو مشربي

فإذا قلت تقضت شقوتي ... خانني صبري وزادت كربي

وأنشدني؛ قال: حدثني أبو عبد الله، أنه رآها في المنام فانتبه وقد حفظها: [من الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>