للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر محمد بن أيوب بن شاذي: [من الطويل]

حنين إلى الأوطان ليس يزول ... وقلب عن الأشواق ليس يحول

أبيت وأسراب الدمع كأنها ... قفول تهادى إثرهن قفول

أراقبها في الأفق من كلّ مطلٍع ... كأني برعي السائرات كفيل

فيا لك من ليل نأى عنه صحبه ... فليس له فجر إليه يؤول

أما لعقود النجم فيه تصرم ... أما لخطاب الفجر فيه نصول

كأن السّريّا غرّرة وهو أدهم ... له من وميض الشعريين حجول

(ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة) ... وظلك يا مقرى علي ضليل

وهل أرني من بعد ما شطّت النوى ... ولي في ذرى روض هناك مقيل

دمشق فبي سوق إليها مبرح ... وإن لج واش أو ألح عذول

بلاد بها الحصباء در وتربها ... عبير وأنفاس الشمال شمول

تسلسل فيها ماؤها وهو مطلق ... وصح نسيم الرّروض وهو عليل

فيا حبّذا الرّوض الذي دون عزّتا ... سحيرًا إذا هبت عليه قبول

ويا حبّذا الوادي إذا ما تدفقت جداول باناس إليه تسيل

وفي كبدي من قاسيون حرارة ... تزول رواسيه وليس تزول

إذا لاح برق من سنير تدافعت ... لسحب جفوني في الخدود سيول

فلله أيامي وغض الصبابها ... وريق وإذ وجه الزمان صقيل

هي الغرض الأقص وإن لم تكن بها ... صديق ولم يصف الوداد خليل

وكم قائل في الأرض للحر مذهب إذا جار دهر واستحال ملول

وما نافعي أن المياه سوايح ... عذاب ولم ينقع بهن غليل

فقدت الّصبا والاهل والدار والهوى ... فلله صبري إنه لجميل

<<  <  ج: ص:  >  >>