للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووالله ما فارقتها عن ملالة ... سواي عن العهد القديّم يميل

ولكن أببيت أن تقبل الضيم همتي ... ونفس لها فوق السماك حلول

كأن الفتى يلقنى المنايا مكرما ... ويكره طول العمر وهو دليل

يعاف الورود الحائمات عن الآذى ... وللقيظ في أكبادهنّ صليلّ

كذلك ألقى أبن الأشجّ بنفسه ... ولم يرض عمّرًا في الإسار يطول

سألثم إن وافيتها ذلك الثرى ... وهيهات حالّلت دون ذاك ذحول

أيغتربي دهري على ما يسومني ... ولي من ندى الملك العزيز مقيل

على أنني والحمد لله لم أزل ... أطول على أحداثه وأصول

وكيف أخاف الدّهر أو أحرم الغنى ... وأري ظهير الدّين في جميل

من القوم أما أحنف فمسفّه ... لديهم وأمّا حاتم فبخيل

فتى الجواد أما جاره فممنع ... عزيز وأما ضدّه فذليل

واما عطايا كفه فسوابغ ... عذاب وأما ظله فظليل

وله وقد إليه بعض مماليك أصدقائه, وقد غضب عليه سيده, فكتب معه شفاعة: [من الطويل]

ومن عجب الأّيام أنّ شفاعتيّ ... ترجّى لمن في وجهه ألف شافع

يروم شفيعاّ من سواه جهالة ... وهل شافع مثل الشفيع المضاجع

أنشدني أبو عبد الله بن سعد الدبيثي, قال: أنشدني ابن عنين لنفسه, ببغداد مبدأ قصيدة: [من الطويل]

أهاجك شوق أم سنى بارق نجدي ... يضيء سناه ما يجنّ من الوجد

تعرض وهنا والنجوم كأنّها ... مصابيح رهبان تشب على بعد

حننت إليه بعد ما نام صحبتى ... حنين العشار الحاديات إلى الورد

تذكرني عيشًا تقضى على الحمى ... وأيامنا عن أيمن العلم الفرد

وإذا أم عمرو كالغزالة ترتعي ... بوادي الخزامي روض ذاك الثّرى الجعد

<<  <  ج: ص:  >  >>