فاعذر لخادمك المقصِّر إنَّه ... يفنٌ ضعيفٌ ما عليه جناح
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من البسيط]
عشر الثَّمانين قد أوهى قواي وقد ... تضاعف الضَّعف في عشر الثَّمانينا
فاسأل الله لطفًا منه يلطف بي ... باقي الحياة فقل بالله آمينا
[٧٣٣]
محمَّد بن المبارك بن عليٍّ/ ٥٦٠ ب/ حمى الله حوزته-. وكان ذا فضل وأدب، حافظًا للقرآن الكريم، شاعرًا؛ نظم أرجوزةً في النحو.
وقع إليّ قصيدة من قيله في البيت المقدّس، حين خرّبه الملك المعظم شرف الدين عيسى بن أبي بكر- صاحب دمشق-. وفي تلك السنة أخذ الفرنج- خذلهم الله تعالى- دمياط، وهي سنة ست عشرة وستمائة؛ فأنشأ أبو عبد الله هذه القصيدة:
[من الوافر]
مصاب القدس قد سلب الرُّقادا ... وقد لبس الخطيب به حدادا
وقاضيه قضى نحبًا وإن لم ... يمت لخراب ما أعلى وشادا
ونادى المسجد الأقصى أيرضى ... بهذا الفعل من فرض الجهاد
ومنبره الشَّريف يئنُّ خوفًا ... وممَّا حلَّ بالمحراب مادا
ولا ترقى لصخرته دموعٌ ... فكم قد أقرحت أسفًا فؤادا
كذا محراب داود علته ... الكآبة دمعه يحكي العهادا
ولازم باب رحمته عذابٌ ... وسطَّح الطُّور أدمعه وجادا
/ ٢٦١ أ/ وأصبحت المدارس معولات ... تريق محابر الفتيا المدادا
وما عن عين سلوان سلوٌ ... لساكنه ولو ملك البلادا
وبيت خليله وجلٌ لما قد ... أصاب سواه يرتعد ارتعادا