فراقٌ وهجرٌ واخترام منيةٍ ... وكيد حسودٍ للعداوة لا يخفي
وذاك دخيلٌ للفؤاد مقلقل الـ ... ـضُّلوع يجلُّ الخطب فيه عن الوصف
وعشرة أبناء الزَّمان ومكرهم ... وواحدةٌ منها لهذا الهوى يكفي
بليت بها منذ ارتقيت ذرى العلا ... كما البدر في النُّقصان من ليلة النِّصف
وما برحت تترى إلى أن بليت من ... تضاعفها ضعفًا يزيد على ضعف
وأصبحت شبهًا بالهلال صبيحة الـ ... ـثلاثين أخفاه المحاق عن الطَّرف
وأنشدني أبو عبد الله محمد بن أياس بن عبد الله الحرَّاني بحلب، قال: أنشدني أبو عبد الله بن تيمية لنفسه: [من المتقارب]
/ ٢٦٨ أ/ إذا دهمتك عظام الأمور ... فشاور لها العقلاء الألبَّا
ولا تستبدَّ بها دونهم ... فتلقى خسارًا عظيمًا وتبَّا
فقد أمر الله خير الأنام ... وأزكى البريَّة عقلًا ولبَّا
بأن يستشير أصيحابه ... فشاورهم مستجيبًا ولبَّى
وقوله أيضًا: [من البسيط]
قدمت من سفر الدُّنيا على ملكٍ ... يعدُّ للوافدين البرَّ والنِّعما
يقري الضيوف بإحسان وتكرمةً ... قرى الكريم ويوليه المنى كرما
وما قدمت عليه مسلفًا عملًا ... أرجو به من عطاء فضله قسما
لكن بفقري وإفلاسي ومسكنتي ... وسيئاتي الَّتي تستوجب النِّقما
أرجو تجاوزه عمَّا أتيت به ... من القبيح وإن جاز المدى عظما
وحسن ظنِّي به ركني ومعتصمي ... حسبي بظنِّي به في ذاك معتصمًا
وقال أيضًا: [من المتقارب]
دنت رحلتي وتدانى المسير ... وزادي من النُّسك نزرٌ حقير
وقلبي على جمرات الأسى ... من الخوف من خالقي مستطير
وكم زلَّةٍ قد تقحَّمتها ... فدمعي لها وعليها غزير