للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودعوه ببدر الدِّين لمَّا تمكَّنت ... يد الإفك بسطًا وادلهم غسوقه

وطال عماد الشِّرك واشتدَّ أزره ... وعزَّ حماه واشرأب بسوقه

وزحزح عن دين الهدى كل غمَّة ... بهمَّته العليا وفرَّج ضيقه

وعاد دجى الإيمان أبلج واضحًا ... كذي البدر لا يبقى الظَّلام شروقه

أمولاي سمعًّا من عبيد لسانه ... بشرك لا ينفك رهنًا صدوقه

أعيذك أن ترضى لغرس غرسته ... بنعماك أن يظما وتذوى عروقه

وحاشاك من إهماله وهو مخلصٌ ... يديم انتسابًا في الولاء عريقه

/١٠/ يبثُّ فنونًا من صفاتك شعره ... ويسأل حرًّا من نداك رقيقه

وقد وفدت مولاي بنت قريحتي ... بمدحٍ كنشر المسك فاح سحيقه

يهنِّيك بالنَّيروز يا خير مالك ... هناءً حكى وشي الرِّياض أنيقه

سلمت مطاع الأمر ما هبَّت الصَّبا ... وما ماس مخضر الأراك وريقه

وأنشدني أيضًا لنفسه يمدحه – أدام الله أيامه، وبلغه مرامه-: [من البسيط]

أشاقك البرق نجديًّا تألُّقه ... وراقك الحزن لمَّا لاح أبرقه

وراع لبَّك ظبي الحيِّ ملتفتًا ... يخاف من أعين الواشين ترمقه

أوفى على شرف يختال في صلفٍ ... كالبدر في سدف لم يخف شرقه

وهز من قدِّه لدنًا ومقلته ... غصبًا ومن طرفه سهمًا يفوِّقه

وكان من سوء حظِّ المستهام به ... لمَّا تعرَّض فرط الوجد يقلقه

وقوس حاجبه بالوتر موترةٌ ... فما تزال بنبل اللَّحظ ترشقه

حتَّى إذا استحكمت أسباب محنته ... وشفه بيد البلوى تعلُّقه

وغرَّ ناظره بالسِّحر ناظرهٌ ... وصار منكره علمًا يحقِّقه

ألقاه مضنى على فرش السِّقام فما ... أبقى النُّحول له حقًّا يؤرِّقه

/١٠ ب/ يا سعد اصغ لقول من أخي ثة ... يوليك نصحًا فخير القول أصدقه

إيَّاك ريم الحمى إن جزت واديه ... فكم به من أسير ليس يطلقه

ومدنف ما دنا منه مخاطبه ... إلاَّ وكاد من الأنفاس يحرقه

واحفظ فؤادك واحذر فهو ذو حيلٍ ... خفيَّة المكر يدري كيف يسرقه

وصف لديه غرامي واشك ما لقيت ... نفسي إليه عسى الشَّكى ترقِّقه

<<  <  ج: ص:  >  >>