كم ليلة بتُّها والنَّجم يلحظني ... شزراً وجفني بالتَّسهيد مكتحل
حتَّى إذا رقد الواشي وأمكن من ... ليلى المزار و .... بيننا السُّبل
زارت على وجل خوف الرَّقيب وما ... أحلى الزِّيارة حيث الزَّائر الوجل
بيضاء تسفر عن بدر وتبسم عن ... درٍّ يجيب ليلاً شعرها الوجل
في وجهها خفرٌ في طرفها حورٌ ... في قدِّها خفَّةٌ في ردفها ثقل
/٢٩ أ/ لها من الظَّبي جيدٌ والمها حدقٌ ... والخيزرانة قدٌّ والنَّقا كفل
تمشي ودل الصِّبا يثني معاطفها ... كأنها شاربٌ من ريقها ثمل
وتحمل الرِّيح ريَّاها إذا انبعثت ... من خدرها فيضوع الحيُّ والكلل
وأنشدني لنفسه من قصيدة أخرى: [من الطويل]
هلا ليس ما دون الثَّنَّية منزل ... وصبراً فهل غير الثَّويَّة منهل
أناق لئن قصَّرت عن غاية المدى ... فعزمي أهدى ما امتطيت وأهمل
حرامٌ عليَّ النَّوم يا ميُّ بعدها ... إذا لم أنل من هذه ما أؤمِّل
وبي فرط وجد حلَّ بين جوانحي ... وصدري فلا ينأى ولا ينتقَّل
متى شمت من أطلال برقة بارقاً ... دعاني هوى خلَّفته ثم أول
ومن ولهي بالربع لم أر منزلاً ... بتيماء إلاّ قلت حيِّيت منزل
فلولا الهوى العذريُّ لم أدر ما الهوى ... ولولا الحمى النَّجديُّ ما عجت أسأل
خليلي هلاَّ تعذران أخاكما ... على دائه فالعذر بالحرِّ أجمل
أجدَّ كما أنِّي جليدٌ على الهوى ... وما كلُّ من يستحمل الضَّيم يحمل
منعت جفوني من أن تطعم الكرى ... كأنَّ سهاداً بالجفون موكل
وقلت ارتقب طيف الخيال وإنَّني ... لفرط غرامي بالمنى اتعلَّل
/٢٩ ب/ وأنشدني لنفسه: [من المنسرح]
صدَّ فليس الصُّدودمن شانه ... ولجَّ في هجره وعدوانه
ريمٌ رماني عن قوس حاجبه ... سهماً مراشاً بهذب أجفانه
عذَّب قلبي على العذيب فمن ... ينصف قلبي من جور جيرانه