من مجيري من طرفه النِّبال ... ومعيني على صروف اللَّيالي
بدر تمٍّ حوى جميع المعاني ... غصن بان يهتزُّ كالعسَّال
/٣٠ ب/ حلَّل الهجر واستحلَّ دم ... الصَّبِّ وهذا في الشَّرع غير حلال
أتمنَّى وصاله كلَّ عامٍ ... وأرجِّي خياله في الخيال
ولقد كان قبل هذا التجنِّي ... مستهاماً بزورتي ووصالي
في زمان يفوق كلَّ زمانٍ ... وليال كأنهنَّ اللآلي
وجبينٍ كالبدر يحمل شمساً ... من عقارٍ من غيره ما حلالي
وإذا أعوز المدام علينا ... علَّني من رضابه السَّلسال
وأنشدني لنفسه: [من مخلع البسيط]
دبَّ على خدِّه عذارٌ ... كأنَّه اللَّيل غير سار
فلم يزل واقفاً حيياً ... يطلب إذناً من النَّهار
وأنشدني من شعره: [من مخلع البسيط]
كان وما في العذار نبتٌ ... مواصلاً دائم الوداد
فمذ بدا الشَّعر في المحيَّا إز ... داد في التِّيه والتَّمادي
فليت خدَّيه ما أريعت ... ولا اكتست حلّة السَّواد
وأنشدني لنفسه أيضاً: [من الكامل]
إن كان نزعكم الجواب تقاطعاً ... فأنا الودود مكاتبٌ ومواصل
/٣١ أ/ أو كنتم لم تسألوا عن حالنا ... فأنا المحبُّ مخاطبٌ ومسائل
وأنشدني لنفسه في إنسان يعرف بالقوام بن حمدان: [من الخفيف]
يا قواماً للفسق لا للدين ... ومحلاًّ للشكِّ لا لليقين
وأميناً قد كان يا ليت شعري ... أخؤونٌ يدعى بعدل أمين
فلك العذر في فعالك هذا ... ليس يرجى الوفاء من يقطين
أيُّ فضلٍ يعزى إليك وقد ... أصبحت ياءً ما بين تاءٍ وسين