للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثني، قال: بات محمد بن يوسف بن عراج الشاعر عندي ليلةً، فسرق مني كساء، وكان أبو محمد شاعراً أيضاً، فقلت فيه: [من المجتث]

لنجل عرّاج نجلٌ ... من كلٍّ خير تعرَّى

لصٌّ كمثل أبيه ... والإبن بالإرث أحرى

فالأب يسرق شعراً ... والنجل يسرق تبرا

قال: فبلغت الأبيات إلى أبيه، فأنفذ الكساء.

[٧٤٩]

محمَّد بن الحسين بن محمَّد بن الحسن بن الحسين، الإربليُّ

المولد والمنشأ.

وأصل آبائه من أهل همذان ويعرفون ببني بسريان، من يت دين وتصوف

وأبو عبد الله هذا؛ شاب فاضل، عنده أدب وسكون، حافظ للقرآن الكريم، يشدو شيئاً من فقه الإمام الشافعي –رضي الله عنه- ويكتب خطاً رائقاً، ويقول الشعر الحسن في الزهديات.

انتقل هو وأهله إلى دنيسر حدثاً، ودرس الفقه بها على الشيخ الإمام أبي محمد حمد بن حميد بن محمود الدُّنيسري، الخطيب المدرس، فلمّا جاء الخوارزمية، وقصدوا البلاد، سافر إلى حلب في سنة ستٍّ وثلاثين وستمائة، فنزل في بعض مدارسها، يرتزق من جامكيها.

أنشدني لنفسه: [من البسيط]

يومٌ يمرُّ ويومٌ بعده يأتي ... ينغِّصان حياتي ثمَّ لذَّاتي

والنَّفس في دعة ممَّا يراد بها ... مشغولةٌ بأمانيٍّ وفرحات

فبينما الموت إذا حطَّت ركائبه ... نحوي بغير احتشام أو تحيَّات

وقال حتَّى متى ترجو البقاء بها ... أما علمت بأيامي وساعاتي

<<  <  ج: ص:  >  >>