فاستنقذ الرُّوح ثمَّ اسكنني ... في قعر لحدٍ بدارٍ عند أموات
/٣٢ أ/ سلاهم الأهل والأحباب كلُّهم ... كأنَّ ما عرَّفوهم بعض أوقات
[٧٥٠]
محمَّد بن عليِّ بن محمَّد بن محمَّد بن الجارود، أبو عبد الله
المارانيُّ القاضي الكفر عزّيُّ
ولد بكفر عزّة، قرية من قرايا إربل، ونشأ بها، وقرأ فقه الإمام الشافعي –رضي الله عنه- على الشيخ الإمام أبي الفضل يونس بن محمد بن منعة بن مالك الإربلي. وتقلّد القضاء بإربل في أيام الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين –رضي الله عنه- بعد القاضي أبي محمد جعفر بن محمد بن محمود الكفرعزي. وكان نائبه.
ولم يزل متولياً، إلى أن توفي ليلة السبت ثالث جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وستمائة، فجأة –رضي الله عنه- وقد جاوز الثمانين بقليل. وكان من ظرفاء الحكام، ومحاسن الأنام، متحلياً بالنزاهة، معتلياً في ذروة النباهة؛ شيخاً لطيفاً كيساً، فكهاً رزيناً متواضعاً، بهي المنظر، دمث الأخلاق، فيه أدب وحسن عشرة، وطيب محاضرة وتودد.
أنشدني لنفسه، وأوائل هذه الأبيات /٣٢ ب/ إذا جمعت تكون بيت شعرٍ، وهو:
[من المجتث]
إنَّ الصَّلاح مجيري ... من نكبة الحدثان
وهي جواب أبيات كبتبها إليه الصّلاح أحمد بن عبد السيد بن شعبان الإربلي، وهما بالديار المصرية، فقال القاضي:[من المجتث]