للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فقيهًا على مذهب الإمام الشافعي- رضي الله عنه- عالمًا فاضلاً شاعراً جيداً مطبوعًا في الشعر, يمدح ويسترفد الكبراء والأعيان بقوله، نحويًا أديبا يحفظ كثيراً من الكتب الأدبية من جملتها كتاب "المفصل" لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري, وكتاب "المقامات" لأبي محمد القاسم بن علي الحريري، وغير ذلك من الكتب والأشعار مع أخذه بأوفر نصيب من الأدب وعلم العربية.

أقام بدمشق زمانًا طويلاً ثم خرج منها ونزل الموصل فسكنها ثم عاد إلى دمش فاستوطن الإقامة بها في المدرسة الأمينيّة وسكنها برهة من الزمان. ثم انتقل إلى بيت المقدس- حمى الله حوزته- ولم يزل بها مقيمًا إلى /١٤/ أن توفي- رحمه الله تعالى-.

أنشدني من شعره الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن عمر بن مقبل بن الفقاعي الموصلي بها في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بمنزله- رحمه الله تعالى- قال: أنشدني أبو الفتح نصر بن أبي النجاة الأخميميّ لنفسه في ربيع الآخر سنة أربع عشرة وستمائة بالموصل يمدح معين الدين أبا علي الحسن ابن شيخ الشيوخ بمصر: [من الرمل]

هاجع المقلة هب جفني الوسن ... ... فغرامي سرُّه فيك علن

وسوى حبِّك في قلبي ما ... حلَّ والله ولا فيه سكن

أنت يا صارف وقتي شغلاً ... عوض لي عن خليل وسكن

لان قولي لك عتبًا مثلما ... لنت أعطافًا ولمسًا وبدن

وجزاني بعد ليت وعسى ... منك يا مسقم جسمي لم ولن

أحلال لك تجفو مغرمًا ... ... بهواه وجواه مرتهن

وبداريك ولا تسأم من ... جور صدَّ وإثارات الفتن

سيف أجفانك ما أقتله ... أترى أستلَّ شباه ذو يزن

/١٤ ب/ عقد أيمانك كم تنقضه ... وتلاشيه بضعف ووهن

وعذول فيك أزريت به ... فانثني مغضب قلب ممتهن

قالوا: تفوه وتغترُّ به ... وهو يغري بك في الحبِّ المحن

قلت أهواه وأهواه ولا ... يلج الجنَّة إلاَّ ممتحن

<<  <  ج: ص:  >  >>