للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليشف بها/٣٢ ب/ غلَّتي، وليستدم بها خلَّتي، وليعلم أنَّ في انقطاعها واتصالها فراقًا من غير فراق، ولقاءّ من غير تلاق: [من الطويل]

وكم من فراقٍ واجتماع على النَّوى ... يرجِّيهما هجر الكتاب ووصله

وانا أرجو دوام الاجتماع بكتابه، إلى أن يقدر الله الاجتماع بإيابه- إن شاء الله تعالى-".

ومن ذلك كتاب كتبه عن نفسه إلى بعض أصدقائه جوابًا عن كتابه/

"تألّق برق من جانب المجلس السامي/ حاطه الله بروحه وأمينه، وحباه بسعادتي دنياه ودينه، وأتاه بما يقترحه من المطلب قبل حينه، وجعل خليقة المكارم من خلقه وطينتها من طينه. فرفعت طرفي إلى لوامع أنواره، وبسطت يدي إلى مواقع أقطاره، وقلت: هذا بشير الرحمة، ورائد النعمة، وهو برق ترجى عقائقه، ولا تخشى صواعقه.

ومن صفاته انه يضيء على صفحات /٣٣ أ/ الأفهام، ويتوضَّح من ألسنة الأقلام، ويبشِّر بقوت الأرواح قوت الأجسام. وذلك هو الكتاب الكريم الذي يأتي بخصب الآمال كما أتى أخوه بخصب الأمحال. غير أنَّ هذا يشام بعيون القلوب، ويجود ما حلّت من عقدة مزنه يد الجنوب.

ولما تأمّلته أخذت بسنة الخبر، في الصلاة عند نزل المطر. وليست الصلاة إلاَّ الدعاء لمن أرسله، وبسط سحابه واسبه. ثم تناولته فكنت أول من حمل غمامًا بيده، وآواه إلى مورده وعلى ربّه منه، فإنّه لا يزال له شائماً، وإليه حائمًا. فلينعم المجلس بتصريف مخايله، وليسق به الخواطر فإنها من خمائله ورأيه اسمى- إن شاء الله تعالى-".

ومن كتاب كتبه عن نفسه إلى بعض أصدقائه جوابًا عن كتابه:

<<  <  ج: ص:  >  >>