للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأذان الذى يأتونه رجالاً وعلى كلّ ضامر، فتناوله المملوك بعد أن بدأ بالتطهير، واتخذ يوميه عيداً فأعلن فيه بالتكبير. ثم فضَه فوجد آثار مرسله؛ فهذه يستمدّ منها بركة المطاف والأركان، وهذه يستمدَ منها بركة المطاف والأركان، وهذه يستمدّ منها سجىة الفضل والإحسان. وكلاهما مأمول من مثل مولانا الذى أفاض ألطاف عباداتة كما أفاد ألطاف إفاداته.

ولقد فخر هذا العام بحجَّه على ما قبله، وازدان بفضله حتى حسدت الأعوام فضله، فلو كان ذا نطق لنشر أفواف كلمه، وخطب بالثناء على مولانا ومقدمه، وعَّرف أهل الموقف أنهَّم غفر لهم ببركات قدمه.

وما يقول المملوك أنَّه أدرك بالحج فضلة لم يدركها سوى أنَّه سلك طريقاً لم يسلكها، ولكنه أدّى فرضاً وزاد بنوافل بِّره فأوجب فرضاً فكلَّ أيامه أيام حجَّ فى طهارة يده ولسانه وقلبه، وتعظيم حرمات الله التى /٣٨ ب/ هى خير له عند ربّه

ومذ سار مولانا عن دمشق اضحت عاريه اللباس خالية من الناس، واجده من الوحشه بقدر ما وجده الحرم من الإيناس. واما الآن فقد راجعتها بشاشتها، وردت إليها حشاشتها. فلها الهناء بالمولى الذى تتنزل من بلدها منزلة الروح من جسدها , ويحلّ من قطافها محل الرءووس من أبدانها: [من الخفيف]

إنَّما النَّاس حيث أنت وما الَّنا ... س بناس فى موضع منك خالى

وأما المملوك فأنَّ المولى جمع عليه فراقين , وأثار له اشتياقين؛ فأحدهما بعده عما يتوقعه من خبره، وما جعل الله له من قلبين فيحمل من الفراق والأشواق لوعة خطبين. ولما ورد عليه الكتاب الكريم أعاد عهد أنسه، وأمسك بقية نفسه , ومحا بحسنى يومه إساءه أمسه؛ فما يدرى

أصحيفه مسطورة أم رحمة منشورة، لكنه تحقق منها معنى

<<  <  ج: ص:  >  >>