النشأة وارتجاعها، بما أعادته من الحياة الذاهبة بانقطاعها.
/٣٩ أ / والمملوك يسال أن يتعهده المولى بأمثالها، ويتعتدُّ بها من عطاياه وأفضالها، فإنها فى هبات قلمه، أرغ منه فى هبات نعمه، وللآراء العالية مزيد العلو إن شاء الله تعالى
وله كتاب كتبه إلى الملك الأفضل أبى الحسن على بن يوسف بن أيوب – رضى الله عنه – يتضمن التهيئة بمولود:
أصدر هذه الخدمة إلى الجناب الشريف وقد جاءت البشرى بفرع نما من نجره، ولؤلؤة خرجت من بحره، فعبقت الأسماع بهذا الخبر الريج، واهتزت له الآمال وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، واستدلَّ الناس بطيب
الأصيل على طيب الثمر، وتفرسٌّوا فيه ما تفرسوا فى الهلال من القمر، ولو نطق يوم مولده بلسان، أو كان ذا روح وجثمان؛ لا فتخر على الأيام الأولى /٣٩ ب/ ولآخرة، وبرز فى أثواب زينته الفاخرة:[من الخفيف]
وإذا ما الأيَّام اصبحن خرساً ... كظمًا فى الفخار قام خطيبا
ولئن سبقته أيام جعلت عيداً للصيام، ونحر النعام، فهذا اليوم عيد لنحر العدا، وإبقاء سنُّه البأس والنًّدى
والله يجرى مولانا على عادة فضله، وينمى فرعه الكريم حتى يستظَّل بظلَّه، ويمضى الأمور بعقده وحله، ولولا إشفاق المملوك من التلفظ بكلمه تنتقل على لسانه، لدعا له بخلافه ملك مولانا ووراثه سلطانه. لكنه يدعو لمولانا وله بالخلود، وان لا يملك العدوّ ولا يرث سوى ميراث الحسود – إن شاء الله تعالى
فصل من هذا الكتاب فى هذا المعنى:
المملوك يهنئ مولانا بالجوهرة التى خرجت من معدنه، والبارقة التى تلألأت من خلال مزنه؛ ولقد تشوقت تيجان الملك /٤٠ أ/