الشمس طالعة إن غيّب القمر، واشتبه لديه رتق هذا الفتق برتق فتق أبي بكر بعمر. وقد حضر العبد نائبا عن مرسله في إعطاء صفقته بيمينه، وثمرة قلبه آخذا بقوله تعالى:{إن /٤٣ أ/ الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}(١) ولو حضر هذه البيعة سعد لرأى مطلعها سعدا، ولم يجد من الدخول فيها بدا، ولما غمّ في قطيقته غمّا، ونأى هعن دار قومه بعدا. فهي أخت بيعة الرضوان، وأم الشرائط المشروطة في عقود الإيمان، والمركب الذي النجاة بين صهوته وعنانه، ومظنّة النجاة بين صهوة وعنان، وللسابق في هذا المقام فضيلة سبقه، كما أن للصادق مزية صدقه، وكلاهما مجموع لمرسل العبد في الفوز، بقصب المضمار والانفراد بخالص الإضمار، والذي إعلانه كإسراره، وقليلا ما يستوي حالتا الإعلان والإسرار، ولإن غاب عنه الحضور بنفسه فهو في عداد من حضر، والتعويل إنما هو على صدق النية الذي أثرها هو الأثر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته:((إنّ وراءكم قوما بالمدينةما سيرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم)) (٢). فليعوّل الديوان العزيز من سعيه على القوي الأمين، وغنائه على المعقل الحصين، وليضنّ به وإنما يضن بالضنين ... والسلام)).
[٨٦٣]
/٤٣ ب/ نصر الله بن المظفر بن أبي طالب بن حمزة بن عليّ بن الحسين أبو الفتح بن أبي العز بن الصفار الشيباني المعروف بابن شقيشقة (٣).