نادى بلسانه منادي الشّرف ... يا ربّ أطل عمر عماد الشّرف
ومما كتبه إلى مهذّب الدين أبي القاسم:
" خادم مولانا مولانا حرس الله ظلاله، وأدام إقباله – يقبّل تراب الخدمة، ويقيم صالح الدعوة، ويحمد الله – تعالى- على ما سنّي له من جميل الهمم، ووالى إليه من جزيل النعيم، ويتضرع /٦٥ أ/ إليه في إمهاء طول العمر، إلى أن يمنّ عليه بالمثول بين يدي الصدر، مقبّلا أنامله التي هي مفاتيح الأرزاق، ومتأمّلا شمائله التي هي مفاتيح الكرم على الإطلاق، ومطفئا بلقياه نارا تتلهب بين الضلوع، ووجدا تنسكب به سوافح الدموع، فقد طالما يقيمه الشوق ويقعده، ويزعجه الأمل ويكمده، وهو عما يريد ممنوع، وبما يتمناه مفجوع، وإنه على ما به من ارتياح باب الأمنية، في الاستسعاد بتلك الطلعة البهية. يواظب على عقد كلل الدعاء حول مخيم ناديه، ويداوم على نسج حلل الثناء مقطوعة على قدر معاليه، فاحسن الخدمة موقعا ما تشيه الأقلام، وتعيه الأيام، وتداوله الألسنة، وتتناقله الأزمنة، فيكون حياة بعد الحياة، ووقتا بحسب إنقضاء الأوقات، ويعرف إلى النّاس أنّ سوق الأدب بعد رائجة، ولجة الكرم وعلو الهمم هائجة مائجة. ما دام مولانا – أعز الله أنصاره – في مسند الإقبال، ومنصب الجلال، عامرا ربع /٦٥ ب/ الآداب، وآخذا بضبع الكتابة والكتّاب، يؤتى من كل صوب، ويقصد من كل أوب، لتوضع منه الممادح موضعها، وتقع عنه المحامد موقعها فيجلب إلى حضرته العلية بضاعات النظم فيغالي في استيامها، ويجعل إليه بلاغات النثر فيهزّ عطفيه لاغتنامها، ضاحكا في وجه الوافد ثناياه، ومتهللا بطلوع الزائر محياه:[من الكامل]
كذب بن فاعلة يقول بجهله ... مات الكرام وانت حي ترزق