للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى الله تعالى الرغبة في إطالة بقاء الكرام بإطاله بقائه، وإدالة أهل الفضل بدوام دولته وعلائه، وما جاء بالماء سحاب، وعاد إلى السماء شهاب، إنه ولي الإجابة، ولما عرف الخادم أنّ الهمّة العلية ترتاح لمطالعة الآداب وتعتلق من فنون العلم بأقوى الأسباب، عض إبهامه أسفا على ما كان عنده من أعلاق الكتب. أتى الدّهر على طارفها وتليدها، وغارت الأيام على ما كان من عتيدها.

/٦٦ أ/ حتى لم يبق إلا الرتج القليل، الذي لو خدم تلك الحضرة العالية، بجميع اعدادها كان كالنملة حملت إلى سليمان رجل (١) جرادها، لكنه رأي الضّنّة بالموجود أشدّ الضّنن، وسخاء الرجل بما ملك من أسدّ السّنن، فخدم الحضرة أعلاها الله بهذه المجلدات، وهي كذا وكذا، فالعالي العالي في إسبال ذيل العفو على ما يتجاسر به الخادم، ويرتكبه من الاسترسال إلى ما يليق بالخدم إلّا إلى ذوي الكرم، قرين العلو والرفعة".وكتب إلى بعض الأفاضل جوابا عن كتاب ورد عليه منه:

"سلام الله – تعالى – وهو خير ما يتعلق على هوادج الرياح، ويفتق بنسيمه نوافج الأرواح، ويحي به محيا الأحباب، ويضمن هداياه طي الكتاب، على فلان ولا زالت مجامر أنفاسه تفغم المنافس، وترغم المنافس. وجواهر ألفاظه /٦٦ ب/ تعمر المجالس، وتغمر المجالس، ورياض الأدب بأزاهير نطقه مونقة، وحياض الكرم بنمير خلقه متدفّقة، ما طرّ شارب فرع، ودرّ حالب ضرع ن ورقرق بالماء سحاب، واشرق في السماء شهاب، وفرّق بالصياح غراب، ورق للصباح جلباب بمحمد وعترته.

<<  <  ج: ص:  >  >>