أخلقت وجهي المطالب منه ... كيف لي عنده بوجه جديد
فصل في أيام سالفة:
/١١٦ ب/ "سقى الله دارا قضيت فيها اللّبانة, واجتليت فيها البدر زاهرا, واجتنيت منها العيش ناضرا, وبليت بها جلباب الشّباب, وأفنيت فيها رضاب الأحباب. وكانت أول أرض مسّ جلدي ترابها, وجدعي سرابها, ولما أطلت على أطلالها, وآنست طلوع هلالها: [من الطويل]
(ذكرت بها وصلا كأن لم أفز به ... وعيشا كأنّي كنت أقطعه وثبا) (١)
فصل في شكوى فراق:
"وما يندب الخادم إلاّ نفسه, ولا يبكي إلاّ أمسه, لأنه قد فارق من مشاهدة سيدنا وبركة قربه, وقرب بركته, وتلقّى وفود الفوائد في وجهته من جهته ما جعله مغضوض الناظر, معضوض البنان, مجموع هموم القلب, منثور دموع الأجفان, طالبا من السلوّ ما لا يجده, وهيهات أن يسلو عن الماء الظمآن: [من الطويل]
فذا الجسم قسم بين سقم وعبرة ... وذا القلب نهب بين فكر وأشجان
/١١٧ أ/ فصل في دعاء:
"أدام الله ظلّ المولى ممدود الرواق بين الآفاق, وأطلع بدور شعوره متضاعفة الإشراق آمنة من لحاق المحاق, وبسط أنامله التي هي مفتاح الأرزاق ومغالق الإملاق, وخلّد أيامه التي هي أحسن الأيام من محاسن الأخلاق وألطف من معاتبة العشاق, ولا برحت ذات ظل صفيق, وحواش رقاق."