للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل في استنجاد:

" الله الله أن ترقد عني والموت منتبه, أو تغفل أمري والأمر مشتبه, أو تنساني وقد ذكرتني الخطوب, أو تسيّبني وقد أوثقتني الذنوب, فقد والله حلّ الخطب الحبا, وسل الحتف الظبا, وبلغ السيل الزّبى, وأنا الرجل الذي ضعف احتماله, وقصّر احتياله, ولاحت مقاتله, وعلم قاتله, وقلّ ناصره, وكثر خاذله, وفات مداراة التلاقي فساده, وأعييت دلالات الخبير مجاهله."

/١١٧ ب/ فصل في وصف مجلس وحال:

ولما غاب العاذل, وجاد الباخل, وأنس الظبي النافر, وسفر البدر السافر, خلعت العذار وعذرت الإنخلاع, وواصلت الوصل, وقاطعت الإنقطاع, وهززت الغصن المثمر, ولثمت الوجه المقمر, وأطعت عناق العناق, وبلغت رسائل الأشواق, وأقدمت على المواضع التي كنت عنها أحجم, وأوردت في الموارد التي كنت عليها أحوم وأحمحم: [من البسيط]

وهل يباعد عذب الماء ذو غصص ... أو ينثني عن لذيذ الزّاد منهم

فصل في مقال نفس سامية:

"وإنّ لي يا مولاي نفسا تواقة, وهمة ذواقة. لا تقف على حد, ولا تقفو إلاّ على جد, ولا تصير من الدهر على حالة واحدة, ولا تضمر من الهم إلاّ جمرة واقدة, ولا تألو جذبا لعناني, /١١٨ أ/ وعتبا على زماني, واضعا لأمالي الآماني, فأنا طول الدهر أثور ولا اركد, وأسهر ولا أرقد. وأطلب ولكن أين المطلب, وأغالب الدهر على أنه الأغلب. وأتعلق من الأمل بذمام نجم مغرب, وأشتاق إلى نيل الأرب وأين من الأمل عنقاء مغرب: [من الطويل]

فيا ليت شعري ما الذي فيه راحتي ... وما آخر الأمر الذي أنا طالبه

<<  <  ج: ص:  >  >>