سبيلا} ولوتحاكمنا إلى المروءة لا فتضح منا من هو أخجل حجة, وأخزى دليلا, فظفر الضعفاء بالأقوياء مفهوم, فتك الجبناء بالشجعان معلوم, والوفاء في هذه الأيام معدوم, وصاحبه في سلك الليالي منظوم, وذلك المهين فقد سرت منه عقارب لو شئت لأسريت إليه قبالتها سريات, وطن أنه كوى في السر كية ولو شئت لكويته في الجهر كيّات, ولكن علمت الظفر به هزيمة, والإطراح له غنيمة, والغريزة العزيزة, والشيمة الكريمة تبعث على حفظ الصداقة القديمة: [من الكامل]
وإذا باغى باغ عليك بجهله .. . فأقبله بالمعروف لا بالمنكر
فصل في وصف محبوبة:
/١١٩ ب/ " كيف أسلوها وهي لخلبي خلابة, ولغلبي غلابة, وبينها وبين نفسي قرابة, ولم تدع زاوية في قلبي حتى ملأتها صبابة, وما أدلت إلا بالحسن, وما أحست إلاّ بالدلال, ولا كسفت إلا وجوه النساء, ولا كشفت إلا أحوال الرجال, ما الخصر فمجدول, وأما الطّرف فبالكحل مكحول, وأما القد فما قصر وما طول, واما الجد فكالورد إلا أنه لا يحول: [من البسيط]
هي الشّفاء لدائي لو ظفرت بها ... وليس منها شفاء الدّء مبذول
فصل في اعتذار عن هدنة:
" قامت بيننا حروب, وقامت فيها خطوب الخطوب, وبقيت الدست قائمة فلا غالب ولا مغلوب, ونهك القتال إلى أن ضعف الطالب والمطلوب, فالتجأنا جميعا إلى المهادنة وفي النفوس ما فيها, وحسنّا بادي الوجوه وقبح الحقد خافيها, وأينعت حسائك أنبتتها الصدور, وانعمرت حزازات لا تهدمها الدهور/١٢٠ أ/