للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالظواهر سليمة, والبواطن سقيمة, والسيوف مغمدة, ولكنها في الأكباد مسلولة, وأيدي الضغائن مبسوطة, وأن كانت أيدي الفتك مغلولة: [من الطويل]

وفينا إن كنّا اصطلحنا تباغض ... كما طرّ أوبار الجراب على البرّ

فصل في دعاء:

"أدام الله دولته وأدامها ومدّ مدته وأطالها, وصرف إليه الآمال وأمالها, وأمتعه بشكر النعم التي أنالها, ولا زال يستخدم الأفلاك, ويستعبد الأملاك, ويعفر بعرصات جباه الجبابرة, ويفضل بسيرته الفاضلة سير الملوك الغابرة. ويقتطف زهر النصر الأبيض من ورق الحديد الأخضر, ويسل على الأعداء نصل نصر لا يزال رائع المخبر رائق المنظر, وسهل الله للملوك لقاه الذي يجمع بين فمه وتراب موطئه, ويتخلص من بحر الهموم إلى جنابه الذي هو كشاطئه, ويحكم آماله في أمواله, ويهاجر من الهجير إلى ظل إقبال: [من الطويل]

فمن لم ينل منه الغنى فه عاجز ... ومن لم يعش في ظلّه فهو خائن

فصل في ذكر أحباب رحلوا:

"فأما جيراني فيا ما جاروا لما ساروا, ويا ما عملوا لما احتملوا, ويا ما أمرضوا لما قوّضوا, ويا ما فعلوا لما رحلوا.

شتتوا والله شمل الدموع, ونثروا نظم الظلوع, وأنزلوا على القلوب كيّات الإكتئاب, وقطروا القلوب إلى أذناب الركاب. وكان الأنس بهم مصقول الترائب, والعيش بهم مخضر الجوانب, والجذل بهم أحمر الوجنة, والربع بهم أزهر الدّمنة, والسرور بهم باسم المباسم, والأيام بهم كلها مواسم. وكان الدهر قد غمض عينه عنهم مدة, وعقد بينهم وبينه مودة, ثم نكث وغدر عليهم القدر, وختم صفوفهم بالكدر, وفرقتهم أيدي سبا, وأذهلهم عن التذكير لعهود

<<  <  ج: ص:  >  >>