أيوب في دولته متصرفا, فعرض عليه الإسلام, فأبى فاعتقله فخرج من السجن وقصد إربل فولّاه سلطانها الفقير إلى الله أبو سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين –رحمه الله تعالى- الإشراف بديوان الارتفاع الخاص.
وكان له تقدم في وضع الحسابات الديوانية والأحكام الخراجية, ويقول الشعر الحسن المطبوع على سبيل الإنبساط والمداعبات, ولو يزل مقيما بإربل إلى أن توفي عصر يوم الإثنين ثامن عشر ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وستمائة.
وقد ذكره الوزير الصاحب العالم أبو البركات المستوفي –رضي الله عنه- في تأريخه الذي ألفه لإربل, وقال: سألت أبا البركات بن بيمك عن مولده, فقال: ولدت في دمنهور الوحش (١) سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
ور إربل /١٢٣ ب/ بعد أن اعتقل مدة طويلة. وكان يلي بعض أعمال الملك الأشرف ... بن أبي بكر بن أيوب, فنقم عليه, وأخذ ماله, فورد إربل والتحق بالملك المعظم أبي سعيد كوكبوري بن علي لما كان في بلاد العجم سنة إحدى عشرة وستمائة, ووصل إلى إربل فتوصل إلى أن صار له إشراف الديوان بالقلعة, يكتب حسنا. وزعم بعض المصريين, ا، ّ بيمك امرأة نسبوا إليها.
وأنشدني, قال: أنشدني أبو البركات بن بيمك لنفسه: [من الوافر]
دعيني والسّرى ومجال عيسي ... لعلّي مدرك ما في النّفوس
فلم يك بالغا أمرا نفيسا ... فتى ما لم يغرّر بالنّفيس
وخلّ لكلّ ذي عزم ضعيف ... معاقرة المواطن والجلوس
وأنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن وهرام بن بكران البوازيحي الإربليّ بها –رحمه الله تعالى- قال: أنشدني /١٢٤ أ/ أبو البركات هبة الله بن أبي الحسن بن بيمك النصراني لنفسه, وقد ورد عليه كتاب من بعض أصدقائه: [من الوافر]
وقفت على الكتاب فهمت شوقا ... كأنّي قد شربت من السّلافه