إن كان نجل هلال فى صناعته ... ونجل مقلة عينا الدَّهر قد كانا
فانت مولاى إنسًان الزَّمان وقد ... غدوت فى الخط للعينين إنسانا
قد بثَّ فضلك عزٌّ الدِّين مقتصداً ... ونثَّ شكرك إسراراً وإعلانا
فضاع نشرك فى الحدباء وانتشرت ... آيات فضلك ارسالاً ووحدانا
اثنى عليك وآمالى معلَّقة ... بحسن عفوك ترجو منك غفرانا
وإن تطفَّلت فى صدق الوداد ولم ... يقض التَّلاقى لنا عفواً ولا حانا
فما الآم على شئ اتيت به ... (فالإذن تعشق قبل العين احيانا)
يا افضل النَّاس فى علًم وفى ادب ... وارجح الخلق عند الله ميزانا
قد شرَّف الله ارضاً انتً ساكنها ... وشرَّف الناس إذ سوَّاك إنسانا
فأجابه الصاحب الإمام كمال الدين أبو القاسم عمر بن احمد بن هبة الله بن أبى
جرادة الفقيه الحنفى – حرس الله / ١٧٧ أ / معاليه – عن الأبيات على الروى والوزن،
وأنشدنيها بحلب بمنزله المعمور فى سنة خمس وثلاثين وستمائة:
[من البسيط]
يا من ابحت حمى قلبى مودَّته ... ... ومن جعلت له احشاى اوطانا
ارسلت نحوى ابياتاً طربت بها ... والفضل للمبتدى بالفضل إحسانا
فرحت اختال عجباً من محاسنها ... كشارب ظلَّ بالصهباء نشوانا
رقَّت وراقت فجاءت وهى لابسة ... من البلاغة والتَّرصيع الوانا
حكت بمنثورها والنظم إذ جمعا ... باحرف حسنت روضا وبستانا
جرَّت على جرول اثواب زينتها ... إذ اصبحت وهى تكسو الحسن حسَّانا
اضحت تغيِّر وجه العنبرى فما ... بنو اللَّقيطة من ذهل بن شيبانا
يمسى لها ابن هلال حين ينظرها ... يحكى اباه بما عاناه نقصانا
كذاك ايضاً له عبد الحميد غدا ... عبداً يجر من التَّقصير اردانا
اتت وعبدك مغمور بعلَّته ... فغادرته صحيحاً خير ما كان