/١٧٧ ب/ وكيف لا تدفع الأسقام عن جسدى ... وهى الصَّبا حملت روحا وريحانا
فما على طيفها لو عاد يطرقنا ... فربما زار احياناً فأحيانا
فاسلم فأنت امين الدِّين احسن من ... وشَّى الطروس بمنظومٍ ومن زانا
ولا تخطَّت إليك الحادثات ولا ... حلَّت بربعك يا اعلى الورى شانا
وأنشدنى لنفسه، وكتبه لى بخطه، ما مدح به بدر الدين أبا الفضائل لؤلؤ بن عبد الله
صاحب الموصل – من قصيدة أولها: [من الكامل]
حكم الزَّمان بكلِّ ما تختار ... وجرت بما امَّلته الأقدار
وازدانت الدُّنيا بملكك واغتدى ... فى وصف مجدك تنظيم الأشعار
وغدت ربوع السعد آهلة الربى ... مخضرةً قد حفها النوار
ومنها يقول:
ايام عزك كلهن اصائل ... من حسنهن وليلها اسحار
انت الأنام جميعهم وزمانك الأ ... يًّام والدٌّنيا لمجدك دار
/١٧٨ أ/ فتَّ الملوك وغيرهم بمناقب ... شهدت بها الآيات والأخبار
احييت آل المصطفى بمكارم ... سارت بها الرُّكبان والسٌّفَّار
ونعشتهم بندى يديك فأصبحوا ... تهمى عليهم ديمة مدرار
كلتا يديك لنا سحاب هاطل ... يمناك يمن واليسار يسار
فاسلم لهذا الملك تنظم شمله ... ما غرَّدت فى ايكها الأطيار
فى دولة حفَّ النًّعيم رواقها ... الله جارك والنَّبى المختار
وأنشدنى لنفسه حين وصل إربل يمدح الوزير الصاحب الكبير العالم المنعم شرف
الدين أبا البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب المستوفى – رضى الله عنه – من
غير معرفة تقدَّمت: [من الطويل]
ايا ذاكراً ظلماً مساوئ إربل ... كأنَّ رويداً قد نطقت بها جهلا
فلو لم يكن فى إربل من فضيلة ... سوى شرف الدِّين الذى جمع الفضلا
/١٧٨ ب/ لتاهب على كًلِّ البلاد لأَّنها ... بسكناه فيها حازت المجد والٌّنبلا
فتًى شغلته المكرمات فلن ترى ... لهمَّته فى غير مكرمة شغلا