للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كنت ثالثنا وقد ... زار الحبيب عجبت ممَّا

كتم الزِّيارة وجهه ... فوشي العبير به ونمَّا

وبدا الحياءٌ بخدِّه ... حتَّى خشيت عليه يدمى

/١٥ أ/ وضممت منه مهفهفًا ... حلو الرُّضاب أغنَّ ألمى

ورددت من شعف أفـ ... ـِّتت عطفه الممشوق ضَّما

بل لو قدرت أكلته ... وشربته عضًا ولثما

ويغيرني المسواك حيـ ... ـن أراه يرشف منه ظلما

ولقد يعزُّ عليَّ أن ... يروى البشام به وأظما

ولرُّبما عاطيته ... راحًا تفوق سنى وشمَّا

باتت تضيء كأنَّما ... أودعت منها الكأس نجما

وقال أيضًا: [من المنسرح]

سمعتها تشتكي لدايتها ... شكوًى تذيب القلوب والمهجا

تقول يا دايتي بليت به ... وما أرى من هواه لي فرجا

ومثل ما بي به ولا عجبٌ ... هوًى بقلبي وقلبه امتزجا

فهل سبيلٌ إلى زيارته ... ولو ركبت القفار واللُّججا

وإن درى والدي بقصَّته ... أراق يا دايتي دمي حرجا

فرحت ممَّا سمعت في طرب ... كشارب الرًّاح راح مبتهجا

/١٥ ب/ وقال في الغزل: [من الوافر]

بديع الحسن كم هذا التَّجنِّي؟ ... ومن أغراك بالإعراض عنِّي؟

حويت من الرَّشاقة كلَّ معنى ... وحزت من الملاحة كلَّ فنِّ

وأهديت الغرام لكلِّ قلب ... ووَّكلت السُّهاد بكلِّ جفن

وأعرف قلبك الأغصان تجني ... فيا غصن الأراك أراك تجني

<<  <  ج: ص:  >  >>